اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

حسابات النار.. إيران وإسرائيل في لعبة الانتقام والتوازنات

 إيران وإسرائيل
إيران وإسرائيل

شهد الأول من أكتوبر هجومًا إيرانيًا ثانٍ على إسرائيل في عام 2024، حيث استخدمت طهران صواريخ أكثر تقدمًا، مما يطرح تساؤلات حول الأسباب وراء اختيار هذا التوقيت للمواجهة.

السبب المباشر وراء هذا الهجوم هو "الانتقام"، حيث أعلنت إيران أن الهجوم كان ردًا على اغتيال إسرائيل لزعيم حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بالإضافة إلى القيادي في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان.

إلى جانب الانتقام، تشير مجلة "فورين بوليسي" إلى أن إيران ربما كانت تأمل في تعزيز قدرتها على الردع ضد إسرائيل، خاصة بعد النجاحات العسكرية الاستخباراتية التي حققتها في لبنان والتي ألحقها حزب الله بأضرار جسيمة.

إيران تهاجم إسرائيل.. دوافع الانتقام والتوترات الإقليمية

ومع ذلك، يعتبر هذا الانتقام "مقامرة محفوفة بالمخاطر"، حيث يُحتمل أن يتبعه رد إسرائيلي قوي، مما قد يؤدي إلى دوامة من الصراع مع إسرائيل والولايات المتحدة. في هذا السياق، رأت إيران في النزاع القائم بين إسرائيل وحماس في غزة فرصة لإعادة ضبط الاستراتيجية في الشرق الأوسط، مما أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد.

منذ الهجوم المباغت لحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، سعت طهران وحلفاؤها، المعروفون باسم "محور المقاومة"، إلى تعميق المأزق الدبلوماسي لإسرائيل، مع الحرص على تجنب حرب إقليمية أكبر. بينما تسعى إسرائيل من جانبها إلى توسيع نطاق الحرب في غزة، مما قد يضع إيران والولايات المتحدة في مواجهة مباشرة.

علاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة قد زادت من وجودها العسكري في الشرق الأوسط لدعم إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية وحزب الله. في حال تصاعد التوترات، من المحتمل أن تدخل واشنطن المعركة، مما قد يجرها إلى حرب مفتوحة، وهو ما تدركه إيران التي ترى في مقتل هنية ونصر الله محاولة لاستدراجها إلى "فخ".

مع الأخذ في الاعتبار أن حزب الله يُعتبر الحليف الإقليمي الأهم لإيران، فإن طهران تشعر بضرورة حماية ما تبقى من قوة الحزب. وقد كان مقتل نصر الله ضربة قوية لطهران، التي شعرت بأن عدم الرد سيكون له عواقب على شرعيتها.

الهجوم الصاروخي الإيراني يعكس حسابات معقدة، حيث أرادت إيران أن تُظهر أنها تمتلك الجرأة والقدرة على مواجهة إسرائيل، في حين أنها تخشى من أن يؤدي ذلك إلى حرب قد تسعى لتجنبها.

ختامًا، يُظهر هذا التصعيد المخاطر المتزايدة على الولايات المتحدة، حيث أن إيران ليست فقط تسعى إلى ردع إسرائيل، بل تحاول أيضًا إجبار واشنطن على اتخاذ مواقف حاسمة.