اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

انتخابات أمريكا.. صراع الديمقراطيون والجمهوريين على منصات التواصل الاجتماعي

هاريس وترامب
هاريس وترامب

يُظهر مشهد الحملات الانتخابية القادمة في الولايات المتحدة تحولًا ملحوظًا في استراتيجيات الإعلانات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث ينفق الديمقراطيون مبالغ طائلة لدعم مرشحتهم كامالا هاريس. ومع ذلك، هناك استثناء ملحوظ يتمثل في عدم استثمارهم في منصة "إكس"، المملوكة لإيلون ماسك، الذي استخدم المنصة بشكل متزايد لتعزيز مكانة مرشحه، الرئيس السابق دونالد ترامب.

بحسب تحليل أجرته صحيفة "واشنطن بوست" بالتعاون مع شركة AdImpact، فقد أنفقت الحسابات الداعمة للمرشحين الجمهوريين ثلاثة أضعاف ما أنفقته تلك التي تدعم الديمقراطيين على إعلانات "إكس" في الفترة من 6 مارس إلى 1 أكتوبر 2024. حيث بلغ الإنفاق 3 ملايين دولار لصالح الجمهوريين، بينما لم تتجاوز الإنفاقات الديمقراطية مليون دولار.

ترامب أكبر مشترى للإعلانات السياسية على إكس

ويعتبر الحساب الرسمي لدونالد ترامب هو أكبر مشترٍ للإعلانات السياسية على منصة "إكس"، حيث قام ترامب بتكوين تحالف سياسي وثيق مع ماسك. وفي المقابل، لم تقم حملة كامالا هاريس بشراء أي إعلانات على هذه المنصة، مما يعكس استراتيجيتهم في الابتعاد عن "إكس".

وعلى الرغم من أن الديمقراطيين يسيطرون على الإنفاق الإعلاني على منصات أكبر مثل Google وMeta، حيث أنفقوا مبالغ كبيرة على الإعلانات الرقمية والتلفزيونية، إلا أن وجود ترامب كمرشح يعكس تحولًا ملحوظًا في نمط الإنفاق.

منذ أن أعلن الرئيس جو بايدن عن تنحيه في أواخر يوليو، انطلقت كامالا هاريس في سباقها الانتخابي، وقد أظهرت بيانات أن إنفاقها على الإعلانات كان أعلى بكثير من ترامب. ومع ذلك، فإن تحولات السوق والإعلانات على منصة "إكس" تعكس تغيرات في البيئة السياسية.

تُظهر البيانات أن التحول في إنفاق الإعلانات على "إكس" يعكس استراتيجية كلاسيكية في الإعلانات السياسية، حيث يفضل المؤيدون الانفاق في الأماكن التي يتواجد فيها جمهورهم. لكن، يُظهر عدم رغبة الديمقراطيين في إنفاق أموالهم على منصة يسيطر عليها ماسك، الذي يُتهم بتحويل "إكس" إلى ساحة متحيزة لوجهات النظر اليمينية.

في أغسطس، صرحت ليندا ياكارينو، الرئيسة التنفيذية لـ "إكس"، أن قاعدة مستخدمي المنصة تتوزع بالتساوي بين الديمقراطيين والجمهوريين، لكن عدد مستخدمي "إكس" يبقى أقل بكثير مقارنة بالمنصات الأخرى، مثل YouTube وFacebook، مما قد يجعلها أقل جاذبية للديمقراطيين.

هذا التحول في إنفاق الإعلانات يعكس التغيرات السياسية الكبيرة في الولايات المتحدة، حيث تسعى الحملات للوصول إلى الناخبين بطرق جديدة ومبتكرة. ومع توقع أن تكون الانتخابات الرئاسية القادمة هي الأكثر تكلفة في التاريخ، مع إنفاق متوقع يصل إلى 10.2 مليار دولار على جميع أشكال الإعلانات، يتضح أن الحملات بحاجة ماسة لتكييف استراتيجياتها وفقًا للتغيرات في المشهد الإعلامي.

في النهاية، يُظهر هذا المشهد كيفية تأثير التحولات في منصات التواصل الاجتماعي على الحملات الانتخابية، مما يجعل "إكس" نقطة جذب أساسية للمرشحين الجمهوريين بينما يتجنبها الديمقراطيون.