أسباب ضرب اليمن.. مساندة غزة أم خسائر الاقتصاد الأميركي؟

يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شن الضربة الأميركية على اليمن، متوعداً صنعاء بـ"القوة المميتة الساحقة" في حال عدم توقفها عن مساندة الفلسطينيين الذين يحاصرهم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وأقر ترامب في بيانه بأن "هجمات اليمنيين كلفت الاقتصاد الأميركي والعالمي مليارات الدولارات"، كاشفاً عن "تعرض آخر سفينة حربية أميركية عبرت البحر الأحمر قبل أربعة أشهر لأكثر من 12 هجوماً من الحوثيين".
من شأن هذه التطورات أن تعيد التوترات إلى البحر الأحمر بعدما هدأت في الفترة الماضية، إثر التوصل إلى اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وحماس.
وبسبب التوترات في البحر الأحمر، ارتفعت تكلفة الشحن من الصين نحو البحر المتوسط 300%، وتراجعت حركة مرور السفن في البحر الأحمر.
إثر ذلك أعلن ترامب في بيان أنه أمر بـعمل عسكري حاسم وقوي ضد اليمن، مشيراً إلى أن قواته "تنفذ هجمات على قواعد الإرهابيين وقادتهم ودفاعاتهم، لحماية سفن الولايات المتحدة، وأصولها الجوية والبحرية، ولاستعادة حرية الملاحة".
وبالفعل شنت الولايات المتحدة الاميركية ضربات عسكرية على جماعة الحوثيين في اليمن رداً على هجماتها على حركة الشحن في البحر الأحمر.
وهدد ترامب، العاصمة اليمنية صنعاء في حال عدم توقفها عن استهداف السفن الأميركي، باستخدام "القوة المميتة الساحقة" ضدها، حتى تحقيق هدفه، كما طالب إيران بـوقف دعمها للإرهابيين الحوثيين فوراً، متوعداً بمحاسبتها في حال عدم قيامها بذلك.
وكان الناطق العسكري، العميد يحيى سريع، قد أعلن استئناف حظر عبور كافة السفن الإسرائيلية عبر البحرين الأحمر والعربي، وكذلك باب المندب وخليج عدن، رداً على قطع إسرائيل المساعدات الإنسانية في غزة، وإخلاله باتفاق وقف إطلاق النار.
وفي مارس، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة، قبل أن تعلن الأحد، وقف إمداد القطاع بالتيار الكهربائي، فيما ذكرت مصادر عبرية لـ"هيئة البث الإسرائيلية" أن "المرحلة المقبلة ستكون وقف إمداد شمال القطاع بالمياه".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في منشور على منصة إكس، إن "الرئيس الأميركي وجه رسالة قوية وواضحة إلى الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن"، وأضاف "يجب أن تتوقف هذه الهجمات على السفن الأميركية والشحن العالمي، وسنحاسبكم على ذلك. سنحمي شعبنا وحرية الملاحة".
وأدت هذه الهجمات إلى تراجع سريع في حركة الملاحة والشحن في البحر الأحمر، حيث نفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن منذ نوفمبر 2023، مما دفع معظم شركات الشحن إلى تحويل مسار السفن بعيداً عن قناة السويس واستخدام الطريق الأطول حول طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.
من جانبها، دعت مصر إلى ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إن بلاده تكبدت خسائر اقتصادية كبيرة بسبب التوترات الأمنية في جنوب البحر الأحمر.
موقف مصر جاء أيضاً خلال اتصالات هاتفية للوزير المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، تناول التطورات في البحر الأحمر، وشددت خارجية القاهرة على "ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر"، وأشارت إلى "الخسائر الكبيرة التي يتكبدها اقتصاد بلاده نتيجة انخفاض إيرادات قناة السويس، وعدم استقرار الأوضاع في المنطقة".