سفير إسرائيل في النمسا يدعو لقتل الأطفال: لا أحد بريء في غزة

بالتزامن مع استمرار تأزم الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة، ودون تقديم أي دليل أو مؤشرات موثوقة تثبت وجود قاصرين أو أطفال يحملون الأسلحة في غزة، وبتجاهل تام للمواثيق الدولية وحقوق الطفل والإنسان، أدلى السفير الإسرائيلي في النمسا ديفيد روت بتصريحات أثارت ردود فعل غاضبة من الناشطين والحقوقيين، ومضمونها يدعو إلى السماح "بتنفيذ حكم الإعدام بحق المراهقين الذين يحملون السلاح".
على الرغم من أن اجتماع روت مع أفراد من الجالية اليهودية كان مغلقا، فقد تمكن أحد الحاضرين من تسجيل تصريحات السفير ونشرها، ليتم تداول مقطع الفيديو ، على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبه، نشر السفير الإسرائيلي تغريدة على منصة "إكس"، أشاد فيها بلقائه خلال الاجتماع ذاته مع "بديتمار جستراين، نائب رئيس الجمعية الثقافية الإسرائيلية في تيرول وفورارلبرج"، مضيفا "تجولت في الكنيس الرئيسي، وتبادلت أطراف الحديث مع أفراد الجالية اليهودية، حفاظا على التاريخ العريق للحياة اليهودية هنا".
"كم مرة دارت بينهم هذه النقاشات حولنا جميعا؟"
وقد لاقت تصريحات روت ردود فعل شديدة من قبل الناشطين، حيث وصف أحد النشطاء الذين سربوا تسجيل الاجتماع تصريحات روت بأنها "مقززة"، مؤكدا أن الطريقة الهادئة التي أدلى بها روت بهذه التصريحات تجعل الأمر "أكثر إيلاما".
من جهتها، تساءلت ناشطة أخرى في تغريدة على منصة "إكس": "كم مرة خاضت النخبة الأوروبية نقاشات حول إبادة جماعية مماثلة؟ كم مرة دارت بينهم هذه النقاشات حولنا جميعا، يروننا أقل من البشر؟".
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن منظمة العفو الدولية تعتبر عقوبة الإعدام انتهاكا لحقوق الإنسان، وبخاصة الحق في الحياة والحق في عدم التعرض للتعذيب أو العقوبات القاسية، وهذان الحقان يكفلهما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي أقرته الأمم المتحدة في عام 1948.
"سألعب الجولف في غزة"
وفي الفيديو المسرب، يظهر أحد المشاركين في ذات الاجتماع وهو يقول للسفير رويت "سألعب الجولف في غزة، سواء أحببت ذلك أم لا".
كما تطرق السفير إلى حصيلة الضحايا المدنيين في غزة وقال "إذا كنت تعتقد أنه لا يوجد أشخاص غير مشاركين في القتال في غزة، فأنت تصدق أن إسرائيل تستهدف الأطفال عمدا، وهذا غير صحيح".
"إعادة إعمارغزة.. لكي نقوم بتدميرها من جديد؟"
وعبر ديفيد روت كذلك عن مواقف أخرى مثيرة للجدل، حيث تحدث عن محاولات الدول الغربية لدعم جهود إعادة إعمار قطاع غزة، وقال "هل ستكون أوروبا مجنونة بما فيه الكفاية للاستثمار مجددا في غزة، لكي نقوم بتدميرها مرة أخرى؟".
وشارك روت توقعاته لإدارة قطاع غزة، مشيرا إلى تدخل ترامب وإمكانية مساعدة بعض الدول العربية، قائلا "ربما ترامب؟ ربما مع الإمارات أو السعودية؟ ربما سنتبنى نهجا مختلفا؟ وربما ستكون هناك قيادة فلسطينية بديلة، ربما من داخل الفلسطينيين أنفسهم، أو بمشاركة السلطة الفلسطينية"، وختم قائلا "ما دامت حركة حماس في قطاع غزة، فلا شيء سيعمل".
وكشف السفير الإسرائيلي أيضا عن تواصله المباشر مع المستشار النمساوي، كريستيان ستوكر، عبر تطبيق "واتساب"، مؤكدا أنه كان الدبلوماسي الوحيد الذي تحدث مع ستوكر في هذا السياق، وأشار روت إلى أن ستوكر طلب اللقاء به ليطمئنه حول استمرار العلاقات النمساوية الإسرائيلية.