اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

إثيوبيا تعلن مقتل أكثر من 300 من ميليشيات فانو خلال يومين

ميليشيات فانو
ميليشيات فانو

أعلن الجيش الإثيوبي، أمس الجمعة، أن قواته قتلت أكثر من 300 مسلح من "ميليشيات فانو" خلال يومين من الاشتباكات في منطقة أمهرة الشمالية.

وأثارت الاشتباكات احتمال تجدد الحرب في إثيوبيا على نطاق أوسع.

قاتلت ميليشيا فانو إلى جانب الجيش والقوات الإريترية في حرب أهلية استمرت عامين بين أديس أبابا وجبهة تحرير شعب تيغراي التي تسيطر على منطقة تيغراي الشمالية.

ولكن العلاقات توترت بعد ذلك بين إريتريا وإثيوبيا بعد استبعاد أسمرة من محادثات السلام التي جرت في نوفمبر 2022 بهدف إنهاء تلك الحرب.

وبرزت مخاوف من اندلاع حرب جديدة في الأسابيع القليلة الماضية بعد أن أفادت أنباء بأن إريتريا أمرت بتعبئة عسكرية على مستوى البلاد فيما أرسلت إثيوبيا قواتها صوب الحدود.

واندلعت معارك بين الجيش الإثيوبي وميليشيات فانو في يوليو 2023، وذلك لأسباب منها الشعور بالخيانة لدى العديد من الأمهريين تجاه بنود اتفاق السلام لعام 2022.

وقال الجيش في بيان أمس "نفذت الجماعة المتطرفة التي تطلق على نفسها اسم فانو.. هجمات في مناطق مختلفة من منطقة أمهرة تحت اسم عملية الوحدة، وقد تم القضاء عليها".

وأضاف أن 317 مسلحا من فانو قُتلوا وأصيب 125.

ولم تتمكن رويترز من الحصول على رد فوري من ميليشيات فانو، وهي مجموعة فضفاضة من الميليشيات في منطقة أمهرة، بلا قيادة مركزية.

فانو من وسائل التواصل الاجتماعي إلى السلاح

مصطلح فانو ليس حديث النشأة، بل إنه ضارب في التاريخ الاجتماعي لأمهرة، حيث يشير تاريخيا إلى دلالات مختلفة، منها ما أورده مهدي لبزاي الباحث في المعهد الفرنسي للدراسات الإثيوبية في أديس أبابا بأنه مرتبط بـ"الفلاح الحر الذي يقاتل دفاعا عن وطنه الأم إثيوبيا"، كما قام آخر أباطرة إثيوبيا هيلا سيلاسي بحشد هؤلاء المقاتلين في مواجهة الغزو الإيطالي للحبشة بين عامي 1936 و1941.

في تجليها المعاصر، مثلت فانو النظير الشبابي لحركة قيرو الأورومية التي قادت الحراك الشعبي المناهض لحكم الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الإثيوبية (إي بي آر دي إف) التي حكمت إثيوبيا بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي بين عامي 1991 و2018، مفضية في النهاية إلى سقوط التيغراي وصعود آبي أحمد إلى سدة رئاسة الوزراء في أبريل/نيسان 2018.

غلب الطابع السلمي على حراك فانو في مرحلة 2016-2018 التي تميزت بالمظاهرات المنادية بالدفاع عن مصالح قومية الأمهرة في مواجهة ما يعتبرونه اضطهاد الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي لهم واستهدافهم من قبل أطراف مختلفة داخل إثيوبيا، ومن خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي امتلكت الحركة القدرة على التحشيد واكتساب أرضية شعبية داخل مجتمعات الأمهرة.

وفي السنوات التي سبقت تفجر الحرب في إقليم التيغراي في نوفمبر 2020 بدأ الجانب العنيف لفانو بالبروز مع توسع قاعدتها الشعبية بشكل كبير، وصعود نجم قادة شعبيين يحشدون مجموعات من المقاتلين للدفاع عن الأمهرة وسط تقارير عن اعتداءات يتعرضون لها في مناطق كأورومية، حيث تم اتهامهم بهجمات على مجموعات أخرى منها القيمنت، كما وجهت إليهم أصابع الاتهام بالتورط في انتهاكات حقوقية، وهو ما ازداد لاحقا بشكل كبير في خضم الحرب على التيغراي.

حرب التيغراي منعطف حاسم

مثلت هذه الحرب نقطة هامة في نشاط جماعات فانو، حيث شاركت بفعالية في مواجهة الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي، مما أكسب نشاطاتها نوعا من الغطاء الشرعي الناتج عن قتالها إلى جانب القوات الفدرالية وقوات إقليم أمهرة الخاصة.

كما أتاحت الحرب لفانو الفرصة الذهبية لبناء المعسكرات، وتجنيد وتدريب المقاتلين، والاستفادة من الشبكات اللوجيستية والأمنية والإدارية للحكومة، وهذا بدوره مكنهم من توسيع شبكاتهم المجتمعية، وجذب أعضاء جدد، وتعزيز قدراتهم العسكرية، واكتساب خبرات قتالية ميدانية كبيرة.

موضوعات متعلقة