اليمن على أعتاب التغيير.. الحوثيون بين شبح الانتفاضة الشعبية وتغير موازين القوى
كثفت ميليشيا الحوثي انتشار قواتها العسكرية والأمنية في محيط ميادين التجمعات والمناطق العسكرية الحساسة في العاصمة اليمنية صنعاء، تحسبًا لأي تحركات شعبية مناهضة، وسط توترات إقليمية متصاعدة، أبرزها سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
استعدادات عسكرية وتعيينات جديدة
بالتزامن مع هذه التطورات، واصلت الميليشيا استعداداتها العسكرية في محافظة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، حيث عينت السبت الماضي أحد قادتها العسكريين محافظًا جديدًا للحديدة، في خطوة أعقبت سلسلة من التغييرات الأمنية الواسعة في المنطقة.
ووسط هذه التحركات، بدأ الحوثيون في الترويج لما أسموه "التوازن بين السلم والحرب"، وهي استراتيجية يرى مراقبون أنها تعكس حالة قلق عميقة من مستقبل مجهول في ظل تغير موازين القوى الإقليمية.
وقال القيادي الحوثي حسين العزي، في تدوينة عبر منصة "إكس"، إن "صنعاء تعمل للسلام وكأنه غدًا، وتعمل للحرب وكأنها أبدًا". وأضاف: "لا شيء يوازي جاهزيتنا للسلام إلا جاهزيتنا للحرب".
ارتدادات إقليمية عميقة
يرى المحلل السياسي خالد سلمان أن سقوط نظام الأسد في سوريا سيترك ارتدادات عميقة على الداخل الإيراني وأذرعه في المنطقة، بما في ذلك ميليشيا الحوثي في اليمن.
وقال سلمان في تصريح صحفي: "الوضع في اليمن ينقسم بين شعب يتوثب للخلاص وميليشيا حوثية تستشعر الخطر وتستعد لخيارين: الحرب حتى الانتحار، أو تسليم السلاح وتحولها إلى حزب سياسي بلا سلاح".
وأضاف أن "المزاج الشعبي في اليمن يضغط على صانع القرار لاستثمار المتغيرات الإقليمية وحالة الانسحاب الإيراني من ملفات المنطقة، من أجل استعادة الدولة".
دعوات لاستعادة الدولة
وصف رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي سقوط نظام الأسد بـ"اللحظة التاريخية التي أكد فيها الشعب السوري حقه في رفض الوصاية الأجنبية"، داعيًا إيران إلى رفع يدها عن اليمن واحترام سيادته وتمكين أبنائه من بناء دولتهم.
بدوره، دعا "التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية" المجلس الرئاسي إلى توحيد القرار السياسي والعسكري، وإنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة مؤسسات الدولة وبناء دولة وطنية خالية من النفوذ الإيراني.
الظروف مهيأة لتحرك عسكري
أشار رئيس مركز "أبعاد للدراسات والبحوث" عبدالسلام محمد إلى أن الظروف الإقليمية الحالية باتت مهيأة لإسقاط الحوثيين، مشيرًا إلى غياب العوائق التي تعرقل انطلاق عملية عسكرية ضدهم.
وقال محمد في تصريح صحفي: "الوضع في اليمن أقل تعقيدًا منه في سوريا، سواء على مستوى النفوذ الإيراني أو الغطاء السياسي أو الاستقطابات الإقليمية والدولية، أو حتى التداخل الاجتماعي".
وأضاف أن اليمنيين ينتظرون تحركًا عسكريًا من الحكومة المعترف بها دوليًا، محذرًا من أن الشعب قد يلجأ إلى ثورة شعبية إذا استمر الجمود العسكري.
مفاجآت إقليمية مرتقبة
وفي ذات السياق، حذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني من أن إيران، التي تخلت عن حلفائها في لبنان وسوريا، لن تضحي بمصالحها الاستراتيجية من أجل الحوثيين.
وقال الإرياني في تدوينة عبر "إكس": "إيران لن تضحي بسلامتها ومصالحها من أجل الدفاع عن الحوثي، وسيُترك ليواجه مصيره".
واختتم قائلاً: "المنطقة تشهد بداية نهاية المشاريع التخريبية، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت التي ستعيد تشكيل المشهد بما يتوافق مع طموحات الشعوب في الأمن والسلام والتنمية".