التحولات الأمنية في ظل التوتر العسكري.. الحوثيون يعززون قبضتهم وسط مخاوف من اختراقات داخلية
في إطار استعداداتها لعملية عسكرية محلية مدعومة دولياً، أجرت ميليشيا الحوثي تغييرات أمنية غير مسبوقة في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي اليمن، في خطوة تهدف إلى تعزيز قبضتها الأمنية وسط مخاوف من حدوث اختراقات. وفقاً لوثائق مسرّبة، أصدرت حكومة الحوثيين، بقيادة "وزير الداخلية" عبدالكريم أمير الدين الحوثي، قرارات غير معلنة منتصف الأسبوع الماضي، تقضي بإقالة جميع مديري الإدارات الأمنية في مختلف مديريات المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيا.
إقالات وتعيينات جديدة ذكرت مصادر حكومية يمنية معترف بها دولياً ، أن الحوثيين أقالوا قرابة 200 ضابط أمن من مناصبهم في قيادة أقسام الشرطة في 11 محافظة تحت سيطرتهم، وعينوا بدلاء لهم من عناصر الميليشيا، وذلك ضمن سياسة استبدال الكفاءات المؤهلة بعناصر موالية لهم بناء على أسس طائفية وأيديولوجية. هذه التغييرات تأتي في وقت حساس حيث يسعى الحوثيون لتعزيز سلطتهم وسط تحشيدات عسكرية وتحضيرات لصد عملية عسكرية أمريكية محتملة بمشاركة القوات الحكومية، والتي تهدف إلى إنهاء وجود الحوثيين في سواحل البحر الأحمر.
تعزيز السيطرة الأمنية عبر الولاء بحسب المحلل السياسي خالد سلمان، فإن الحوثيين يديرون سلطتهم بنهج قائم على الارتياب وعدم الثقة، ويعملون على تحويل جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك الأجهزة الأمنية، إلى مؤسسات موالية لهم تماماً. وأضاف سلمان أن هذه التغييرات تأتي في سياق تحويث مؤسسات الحكم كافة، من خلال إقصاء أي شخص لا يثبت ولاءه الكامل لهم.
استبدال الكوادر الأمنية في الحديدة وفي محافظة الحديدة، التي تشهد أوضاعاً عسكرية مضطربة، فرض الحوثيون 26 شخصية جديدة كمديري أمن لمديريات المحافظة، وهم جميعاً من أبناء صعدة وعمران وحجة وصنعاء، تدربوا في إيران تحت إشراف قيادات أمنية إيرانية. ووفقاً للمدير الإعلامي في الحديدة، علي الأهدل، فإن هذا التعيين يعكس القلق الإيراني من فقدان السيطرة على سواحل البحر الأحمر، ويظهر خشية من تصدعات داخلية قد تهدد استقرار الحوثيين في المنطقة.
ردود فعل على التعيينات الأمنية من جهة أخرى، يشهد أوساط ضباط الأمن وخريجي كليات الشرطة استياء كبيراً بسبب هذه القرارات، حيث يرى الخبراء العسكريون أن التعيينات الجديدة لا تتمتع بالكفاءة اللازمة، حيث معظم المعينين ليسوا من العسكريين ولا يمتلكون الخبرة الأمنية اللازمة. في هذا السياق، أشار العميد محمد عبد الله الكميم إلى أن التعيينات الجديدة تضم عناصر غير مؤهلة، معظمهم خريجي الضاحية الجنوبية وقمّ الإيرانية، مما يعكس توجه الحوثيين نحو تدعيم سلطتهم بأدوات أمنية تخضع تماماً لولائهم، مع تهميش الكوادر المؤهلة.