التحول الاستراتيجي.. الحوثيون من متمردين محليين إلى مهددين عالميين
في تقرير حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تم وصف الحوثيين في اليمن بأنهم قد تحولوا من "متمردين متناثرين" نشأوا نتيجة الحرب الأهلية إلى "تهديد عالمي" يمتد تأثيرهم إلى ما هو أبعد من حدودهم. ويرى التقرير أن هذه الجماعة، المدعومة من إيران، قد تمكنت من توسيع تحالفاتها مع الميليشيات العراقية والمتشددين في أفريقيا، بالإضافة إلى إرساء علاقات مع روسيا، مما يعكس تحولًا في ميزان القوى الإقليمي.
الاستهداف الإسرائيلي والتصعيد الحوثي
رغم سلسلة الضغوط والعمليات العسكرية التي نفذتها إسرائيل ضد ما يسمى بـ"محور المقاومة" الإيراني، بما في ذلك الضربات التي استهدفت قيادات حماس في غزة وحزب الله في لبنان، لم يمنع ذلك الحوثيين من استهداف المزيد من السفن التجارية في البحر الأحمر باستخدام طائرات دون طيار وصواريخ. هذه الأفعال تمثل دليلاً إضافيًا على أن الحرب الإقليمية المتصاعدة قد تعززت بمشاركة لاعب صغير ولكن مؤثر تدعمه إيران، مما يزيد من التوتر في المنطقة.
استفادة الحوثيين من الصراع في غزة
بحسب مسؤولين ومحللين غربيين، استفاد الحوثيون من الوضع في غزة، حيث قاموا بتعزيز اتصالاتهم مع الجهات الفاعلة السلبية الأخرى في المنطقة. منذ بدء الحرب في العام الماضي، أطلقت الميليشيا، التي تُصنفها الولايات المتحدة كجماعة "إرهابية"، طائرات دون طيار وصواريخ على أكثر من 80 سفينة تجارية، مما أثر سلبًا على حركة التجارة وزيادة تكاليف الشحن بشكل كبير.
التوسع الإقليمي والعلاقات الدولية
يُظهر التقرير أن الحوثيين يواصلون التوسع بسرعة في الخارج، حيث يقدمون قوتهم البشرية لمساندة صراعات في مناطق أخرى ويقيمون روابط دولية مع عدد من الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وحتى في مناطق بعيدة مثل روسيا. هذا التوسع يعكس قدرتهم على الاستفادة من الفوضى الإقليمية لتعزيز قوتهم ونفوذهم.
التعاون مع الجماعات المسلحة الأجنبية
تقرير للأمم المتحدة أعدته لجنة من الخبراء أظهر أدلة واسعة على تعاون الحوثيين مع الجماعات المسلحة الأجنبية. ومن بين الحالات التي تم ذكرها، هناك مراكز العمليات المشتركة للحوثيين في العراق ولبنان، والتي تهدف إلى تنسيق الأنشطة العسكرية للجماعات المدعومة من إيران. على الرغم من أن إسرائيل قامت بتنفيذ بعض الضربات ضد الحوثيين، فإنها تركت إلى حد كبير مواجهة هذه الجماعة للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، مما قد يمنح الحوثيين الفرصة لتوسيع نفوذهم.
النتائج والتداعيات
في ختام التقرير، تم الإشارة إلى أن الحوثيين أصبحوا قريبين من بعض فروع تنظيم القاعدة، مثل حركة الشباب الإرهابية في الصومال، رغم العداء الطائفي التقليدي بين الجماعتين. كما يسعى الحوثيون جاهدين لإيجاد طرق جديدة للحصول على إمدادات الأسلحة والتمويل من الخارج، بما في ذلك من روسيا، عبر شخصيات مثل "تاجر الموت" الروسي فيكتور بوت.
هذا التحول يجعل الحوثيين لاعبًا رئيسيًا في الصراعات الإقليمية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية ويشير إلى أهمية متابعة تحركاتهم وتأثيراتهم المستقبلية على الاستقرار في المنطقة.