حسكنيت.. عملية عسكرية أمنية لملاحقة إرهاب بوكو حرام في تشاد
أكد الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي عزم بلاده على ملاحقة مقاتلي "بوكو حرام" بعد الهجوم الأخير الذي استهدف قاعدة للجيش التشادي وأسفر عن مقتل نحو أربعين جندياً. وظهر الرئيس ديبي في مقطع فيديو نشرته الرئاسة، وهو يرتدي الزي العسكري، يتفقد موقع الهجوم ويتحدث مع الجنود المصابين، كما شارك في دفن القتلى.
تفاصيل الهجوم الإرهابي من بوكو حرام
وقع الهجوم في منطقة باركارام، التي تُعتبر نقطة استراتيجية. وقد أدان البيان الرئاسي الهجوم واعتبره اعتداءً على قوات الجيش. وشدد الرئيس ديبي على أن هذه الجماعة المتطرفة لن تنجو من العقاب، ووعد بملاحقتهم حتى آخر معاقلهم. وأطلق على العملية العسكرية اسم "حسكنيت"، وهو اسم يشير إلى نبات شائك معروف بقدرته على البقاء في ظروف قاسية.
ردود الفعل الحكومية في تشاد
من جهته، أعلن وزير الخارجية عبد الرحمن كليم الله أن قوات الدفاع والأمن تشارك حالياً في ملاحقة المهاجمين. ودعا المجتمع الدولي إلى تكثيف دعمه في مواجهة الإرهاب، خاصة في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد. كما أصدر الوزير الأول التشادي بياناً أدان فيه الهجوم واعتبره عملاً إرهابياً عبثياً، مؤكداً دعم حكومته لقوات الدفاع والأمن التي تسعى لحماية الوطن.
الحداد الوطني في تشاد
قررت الحكومة التشادية إعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام تكريماً لشهداء الوطن الذين سقطوا خلال الهجوم. وتأتي هذه الخطوة في إطار تعبير الحكومة عن احترامها وتقديرها لتضحيات الجنود.
الوضع السياسي في تشاد
الهجوم يأتي في وقت حساس بالنسبة لتشاد، حيث تعيش البلاد توترات سياسية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقررة في ديسمبر المقبل. وقد قاطعت أحزاب المعارضة هذه الانتخابات، مؤكدة أن الظروف الحالية لا تسمح بإجراء انتخابات حرة وشفافة. وعبّر أبرز وجوه المعارضة، سوكسيه ماسرا، عن قلقه من أن ما يُحضّر له هو مجرد انتخابات زائفة.
أهمية الانتخابات في تشاد
كان من المقرر أن يغلق باب استقبال ملفات المترشحين للانتخابات يوم الاثنين، لكن تم تمديد المهلة حتى يوم الخميس المقبل، 31 أكتوبر، على أن تُجرى الانتخابات في 29 ديسمبر. تُعتبر هذه الانتخابات الأولى منذ صدور قانون أساسي جديد يحدد تركيبة البرلمان، مما يضيف إلى أهمية الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد في ظل التصعيد الأمني والتهديدات الإرهابية على الحدود مع نيجيريا والنيجر، وكذلك النزاع الدائر في السودان.
كل هذه الأحداث تؤكد أهمية مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه تشاد، حيث يجب تحقيق التوازن بين استقرار الدولة وحقوق المواطنين.