اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

عودة الظلال.. العراق في مواجهة خطر داعش المتجدد وسط الأزمات الإقليمية

الجيش العراقي
الجيش العراقي

تسود حالة من القلق في العراق بشأن إمكانية استغلال تنظيم "داعش" للاضطرابات الأمنية والسياسية في المنطقة، خاصة في ظل انشغال القوات الأمنية بإجراءات احترازية ومراجعات لقدراتها العسكرية. هذه الأوضاع تأتي في وقت يشهد فيه العراق تهديدات متزايدة، مما يعزز المخاوف من عودة نشاط التنظيم.

في ظل التوترات المتزايدة، كثفت القوات العراقية عملياتها لملاحقة بقايا داعش، حيث نفذت سلسلة من الغارات الجوية النوعية بهدف إضعاف قدرات التنظيم ومنعه من استغلال الظروف الحالية لتحقيق أهدافه. وقد أسفرت هذه الغارات عن مقتل عدد من عناصر التنظيم وقادته، بالإضافة إلى تدمير أسلحة وعتاد عسكري، بما في ذلك أحزمة ناسفة وأجهزة اتصالات ومواد لوجستية.

مقتل قادة داعش

أفادت خلية الإعلام الأمني بأن الطيران الحربي العراقي، الذي يستخدم طائرات F-16، قد نفذ ضربة ضد خلية إرهابية في محافظة صلاح الدين، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، من بينهم قائد محلي يُدعى "البازي". تم تنفيذ الغارة في منطقة العيث، وتأتي هذه العملية بعد يومين من تنفيذ عملية مشتركة بين بغداد والسليمانية في إقليم كردستان، والتي أسفرت عن مقتل أربعة عناصر من تنظيم داعش كانوا يتحصنون داخل كهف بين محافظتي كركوك والسليمانية.

وفي السياق ذاته، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن مقتل "علاوي صالح عليوي البجاري"، المعروف باسم "أبو عيسى"، والذي كان يشغل منصب "والي كركوك" في داعش، خلال ضربة جوية في المحافظة. يُعتبر "أبو عيسى" من أبرز المسؤولين في التنظيم في شمال العراق، مما يعكس تأثير العمليات العسكرية الحالية على هياكل التنظيم القيادية.

استراتيجيات لمواجهة التهديدات

أكد الخبير في الشؤون الأمنية والمقرب من دوائر الاستخبارات العراقية، فاضل أبو رغيف، أن الأجهزة الاستخبارية تتابع بشكل دقيق تحركات تنظيم داعش. وأشار إلى أن التنظيم انتهازي ويسعى لاستغلال الأوضاع الراهنة في المنطقة، بما في ذلك الأزمات في لبنان وقطاع غزة. وفي هذا السياق، أكد أبو رغيف على أهمية الضغوط الأمنية والعسكرية لمواجهة أي تحركات قد يقوم بها التنظيم.

تظل القوات العراقية في حالة تأهب لمواجهة أي محاولة لعودة نشاط داعش، وقد عززت استراتيجياتها العسكرية بناءً على معلومات دقيقة حول مواقع العناصر النشطة. ورغم إعلان العراق تحقيق النصر على داعش في عام 2017، لا يزال البلد يواجه تهديدات متواصلة من خلايا نشطة نفذت هجمات مباغتة خلال الأشهر الماضية، مما أسفر عن وقوع خسائر في صفوف الجنود والمدنيين.

مراجعة الخطط الأمنية

في اجتماع دول حلف الشمال الأطلسي في بروكسل الشهر الماضي، حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من أن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدًا، مما يستدعي اهتمامًا دوليًا. وذكر أن "يجب أن لا نغفل التهديد الذي لا يزال يشكله تنظيم داعش".

في محاولة لتقييم طبيعة التهديد الذي يواجهه العراق، طلب رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، مؤخرًا مراجعة الخطط الأمنية وتكثيف الانتشار الميداني. وأوضح بيان رسمي أن السوداني زار مقر قيادة العمليات المشتركة العراقية، حيث بحث سير العمليات الأمنية وطبيعة الخطط التي تعمل عليها القوات بمختلف صنوفها، بالإضافة إلى مراجعة ملف التسليح في ضوء استراتيجية تطوير القوات الأمنية.

وبحسب مصدر أمني في رئاسة الوزراء، فإن هناك تقارير استخبارية تفيد بوجود تحركات جديدة لعناصر داعش في بعض المناطق، مما دفع الإدارة إلى اتخاذ قرارات أمنية عالية تحسبًا لأي طارئ. وأشار المصدر إلى أن الاستعدادات تتجه لمواجهة داعش، بالإضافة إلى إجراء تقييمات أمنية لمواجهة أي ردود محتملة، سواء كان ذلك ردًا إسرائيليًا على طهران أو أي تطورات أخرى قد تؤثر على الوضع الأمني في البلاد.

موضوعات متعلقة