دماء على ضفاف بحيرة تشاد.. بوكو حرام تواصل زعزعة استقرار المنطقة
قتل 40 شخصًا في هجوم شنه تنظيم بوكو حرام الإرهابي على الجيش التشادي في منطقة بحيرة تشاد، في أحدث حلقة من العنف الذي يضرب غرب أفريقيا. وقع الهجوم في الليلة بين الأحد والإثنين، وأعلنت الرئاسة التشادية في بيان أن الهجوم أسفر عن سقوط هذا العدد من القتلى.
الرئيس يتعهد بالتصدي للمهاجمين
في أعقاب الهجوم، توجه الرئيس محمد إدريس ديبي إيتنو صباح الإثنين إلى موقع الحادث وأطلق عملية عسكرية تحت اسم "حسكانيت" لمطاردة المهاجمين وتعقبهم إلى مخابئهم.
تصاعد النشاط الإرهابي
تشتهر جماعة بوكو حرام، التي أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش، بنشاطها في غرب أفريقيا، حيث تتنافس مع تنظيمات مرتبطة بالقاعدة، مستفيدة من الأوضاع الأمنية الهشة في المنطقة.
سياق سياسي متوتر
تأتي هذه العمليات الإرهابية قبل استحقاق انتخابي طال انتظاره في تشاد، حيث من المقرر إجراء انتخابات برلمانية للمرة الأولى منذ 13 عامًا. تولى ديبي السلطة كرئيس انتقالي في 20 أبريل 2021، عقب وفاة والده إدريس ديبي إتنو، الذي حكم البلاد لمدة 30 عامًا.
تحديات مستمرة
تأجلت الانتخابات عدة مرات منذ عام 2011 بسبب تهديدات الإرهاب والصعوبات المالية، وصولًا إلى جائحة كورونا، مما ساهم في إطالة الوضع الانتقالي. تشاد تشترك في حدودها مع الكاميرون ونيجيريا والنيجر حول بحيرة تشاد، وهي منطقة شهدت نشاطًا مكثفًا لمجموعات إرهابية ومتمردة.
تشاد: نحو تحول سياسي في ظل تحديات داخلية وإقليمية
تجري العملية الانتقالية في تشاد منذ أبريل 2021 في ظروف صعبة، تعكس صراعات متعددة تشمل الاشتباكات بين الرعاة البدو والمزارعين، واحتجاجات شعبية، إضافةً إلى تأثيرات إقليمية مثل النزاع في ليبيا ونشاط جماعات مثل فاغنر وبوكو حرام. كما شهدت البلاد تدفق آلاف اللاجئين من السودان، مما زاد من القلق بشأن توسع الصراع السوداني إلى داخل تشاد. ومع ذلك، استطاعت الحكومة التشادية تحقيق خطوات إيجابية في المرحلة الانتقالية، بما في ذلك اعتماد دستور جديد وتنظيم انتخابات رئاسية.
المرحلة الانتقالية الأولى: اتفاق الدوحة والحوار الوطني
بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي في عام 2021، تولى ابنه الجنرال محمد إدريس ديبي السلطة كرئيس مؤقت للبلاد. منذ ذلك الحين، بدأت عملية حوار وطني شامل في الدوحة بين الحكومة والجماعات المسلحة. رغم مقاطعة بعض الجماعات، نجح الحوار في إرساء قواعد للسلام، وتم تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين، مما أثار جدلاً كبيرًا في الأوساط السياسية.
تصاعد المعارضة والاحتجاجات
أدت قرارات الحوار الوطني، خصوصًا تمديد الفترة الانتقالية، إلى تصاعد المعارضة المدنية والمسلحة، ما أسفر عن احتجاجات دامية في أكتوبر 2022. ورغم هذه التحديات، تمكنت الحكومة من تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة صالح كبزابو، الذي يعدّ خيارًا يهدف إلى تهدئة الأوضاع السياسية.
المرحلة الانتقالية الثانية: اعتماد دستور جديد وإعلان الانتخابات
بدأت المرحلة الانتقالية الثانية باعتماد دستور جديد، حيث تم تنظيم استفتاء أسفر عن موافقة 85.9% من المشاركين. هذا الدستور يشكل نقطة انطلاق نحو انتخابات رئاسية، حيث تم تحديد مواعيد الانتخابات لتجري في مايو 2024.
استجابة الحكومة للتحديات الاجتماعية
مع اقتراب موعد الانتخابات، اتخذت الحكومة تدابير لمعالجة القضايا الاجتماعية مثل تكاليف المعيشة وارتفاع أسعار الوقود، في محاولة للتخفيف من التوترات السياسية. ومع وضع الجدول الزمني للانتخابات، تأمل الحكومة في أن تُسهم هذه الخطوات في استقرار الوضع السياسي.