عودة تحت الظل.. نيجيريا بين إعادة التوطين ومخاطر بوكو حرام
رصدت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" جهود الحكومة النيجيرية لإعادة توطين النازحين الذين فروا من ولاية بورنو في شمال شرق البلاد هربًا من جماعة "بوكو حرام" المتشددة. تأتي هذه الخطوة في سياق الإشارة إلى انتهاء الصراع وبدء العودة إلى الحياة الطبيعية، على الرغم من المخاوف المتزايدة بين السكان المحليين.
وأفادت الوكالة بأن آلاف النيجيريين قد أُعيدوا إلى قراهم أو مدنهم أو المستوطنات الجديدة المعروفة باسم "المجتمعات المضيفة" من قبل القوات الحكومية، بعد إغلاق العديد من مخيمات النازحين. وادعت السلطات أن هذه المخيمات لم تعد ضرورية وأن معظم المناطق التي فر منها النازحون أصبحت آمنة.
لكن محللين في بلدة داماساك أشاروا إلى أن برنامج إعادة التوطين قد تم التعجيل به، رغم وجود مقاتلين من "بوكو حرام" لا يزالون يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم. ولفتوا الانتباه إلى الأزمة التي بدأت عام 2009، عندما أعلنت الجماعة حربًا ضد التعليم الغربي، مما أدى إلى أحد أطول الصراعات في أفريقيا.
تظهر بيانات الأمم المتحدة أن نحو 35 ألف مدني قُتلوا ونزح أكثر من مليوني شخص نتيجة الصراع. ولا تزال ولاية بورنو تضم حوالي 900 ألف نازح داخلي، حيث قتل 1600 مدني في هجمات مسلحة خلال الفترة الأخيرة.
وأشار التقرير إلى أن نحو 70% من سكان ولاية بورنو يعتمدون على الزراعة، حيث تعرض عشرات المزارعين للقتل أو الاختطاف في العام الماضي. ورغم محاولات الجيش إنقاذ الرهائن من قبضة "بوكو حرام"، لا تزال الهجمات مستمرة، مثل تلك التي وقعت في سبتمبر حيث قُتل 100 قروي على يد مسلحين يشتبه في انتمائهم للجماعة.
في هذا السياق، حذرت بعض المنظمات من أن إعادة التوطين القسري قد تعرض السكان المحليين لمخاطر جديدة، في ظل عدم كفاية الأمن في المناطق المتضررة. ويعاني العديد من السكان من نقص حاد في الغذاء، مما يزيد من اعتمادهم على المساعدات الإنسانية.
في زيارة حديثة إلى داماساك، أكدت سيندي ماكين، رئيسة برنامج الغذاء العالمي، أن العالم لن يتخلى عن الشعب النيجيري ودعت إلى مزيد من التمويل لدعم جهود الإغاثة. وقالت: "كيف يمكنني أخذ الطعام من الجياع وإعطائه للجياع؟".
تضمنت عمليات إعادة التوطين نقل النازحين في شاحنات عسكرية إلى قراهم، حيث وعدت الحكومة بتقديم الدعم الأساسي لهم. ومع ذلك، لا يزال واحد من كل خمسة نازحين في مايدوجوري، العاصمة، دون أي دعم للتكامل المحلي. في الوقت نفسه، عبر الكثيرون الحدود إلى النيجر أو تشاد أو الكاميرون، حيث سجلت الدول الثلاث ما لا يقل عن 52 ألف لاجئ نيجيري منذ بداية العام.
تحذر مجموعة الأزمات الدولية من أن الإغلاق المتسرع لمخيمات النزوح وإعادة التوطين القسري قد يعيد النازحين إلى دائرة الخطر، خاصة مع وجود المسلحين النشطين في مناطقهم الأصلية.