بعثة سلام إفريقية جديدة إلى الصومال.. خطوة حاسمة في مواجهة الإرهاب وتعزيز الاستقرار
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الذي يقضي بإرسال بعثة سلام إفريقية جديدة إلى الصومال لتحل محل البعثة الحالية، وذلك لمواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد الاستقرار في البلاد. القرار الذي تم اتخاذه مؤخراً يأتي في وقت تشهد فيه الصومال تحديات كبيرة جراء الأنشطة الإرهابية التي تقوم بها حركة "الشباب"، التابعة لتنظيم القاعدة.
وفقاً للتقرير، ينص قرار المجلس على نشر 12,626 جنديًا من قوات حفظ السلام في الصومال، على أن تبدأ هذه القوات مهامها في بداية العام المقبل 2025. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدولية لمكافحة الأنشطة الإرهابية لحركة "الشباب"، التي تمارس هجمات مسلحة في أنحاء مختلفة من الصومال وأيضًا في الدول المجاورة مثل كينيا.
وأوضحت الصحيفة أن هذا القرار يأتي في وقت تواصل فيه الحكومة الصومالية جهودها الحثيثة لمكافحة حركة "الشباب"، التي نشطت منذ عام 2006 وارتكبت العديد من الهجمات الإرهابية في الصومال وفي دول الجوار. تم اتخاذ القرار في سياق دعم الحكومة الصومالية، التي تخوض حربًا منذ أكثر من 20 عامًا ضد هذه الحركة التي تهدد الاستقرار في البلاد.
ووفقًا للتقرير، فإن البعثة الحالية، التي تقوم بتقديم الدعم في جهود مكافحة الإرهاب، ستنتهي مهامها مع نهاية عام 2024. البعثة الجديدة، التي تم اعتمادها، ستكون مسؤولة عن متابعة هذه المهام في السنوات المقبلة. وكشفت الصحيفة أن بعثات السلام المتعاقبة إلى الصومال منذ سنوات تهدف إلى دعم عملية بناء السلام في البلاد، في وقت تواجه فيه الصومال تحديات كبيرة بسبب النشاط الإرهابي المستمر لحركة "الشباب".
وأشار التقرير إلى إعلان بوروندي، التي كانت تشارك بقوات في بعثات حفظ السلام في الصومال، تعليق مشاركتها في البعثة الجديدة بسبب خلافات مع الحكومة الصومالية بشأن عدد القوات المسموح لها بنشرها في إطار البعثة الجديدة. هذه الخلافات بين بوروندي والحكومة الصومالية تمثل أحد التحديات التي قد تؤثر على تنفيذ المهام المقررة.
كما تطرق التقرير إلى الهجوم الذي شنته حركة "الشباب" في أغسطس 2024 على أحد شواطئ العاصمة مقديشيو، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 40 شخصًا وإصابة حوالي 200 آخرين. هذا الهجوم شكل دليلاً على استمرار تهديدات حركة "الشباب" لأمن المواطنين الصوماليين وسلامتهم.
من جهة أخرى، رحب نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، بقرار مجلس الأمن، مؤكدًا أن البعثة الجديدة للسلام ستسهم في تعزيز الاستقرار في الصومال. وأشار إلى أن البعثة ستكون لها أيضًا دور في تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من الصراع في البلاد، مما سيعزز الوضع الإنساني في الصومال.
في سياق مشابه، أشاد المندوب الدائم لفرنسا في المجلس بقرار مجلس الأمن، معتبرًا أنه "خطوة للأمام نحو تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال".