الأمم المتحدة: السودان يعيش أكبر أزمة إنسانية في العالم

يعيش السودان ظروف معيشية قاسية، إثر تداعيات الحرب الدائرة، وهو ما جعل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، رمطان لعمامرة، أن يدعو إلى مضاعفة الجهود وتنسيقها بهدف التوصل إلى حل سلمي يراعي سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه، ويضع حدا لما وصفه "أكبر أزمة إنسانية في العالم".
ولفت لعمامرة، في مقابلة أجراها معه موقع الأمم المتحدة الإخباري، إلى أن "الشعب السوداني هو صاحب السيادة والقرار فيما يتعلق بمستقبله"، داعيا إلى الاعتماد على الحكمة من أجل التمكن من تجاوز الأسباب التي دفعت طرفي النزاع في البلاد نحو الحرب، داعيا السودانيين إلى ضرورة استخلاص العبر من تجارب الماضي، مشددا على أن "التحركات الرامية لوضع حد للصراع في السودان يجب أن تتم في سياق احترام سيادة السودان واستقلاله ووحدته شعبا وأرضا".
وأعرب لعمامرة، عن قلقه البالغ إزاء توقيع مجموعات سياسية وعسكرية ميثاقا، في العاصمة الكينية نيروبي، يعبر عن نية إنشاء سلطة حاكمة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، قائلا إنها "تزيد خطر تفتيت السودان، منوها في الوقت نفسه إلى أن كل ما من شأنه أن يوسع الفجوة بين السودانيين بدلا من جمع شملهم يعد أمرا "غير مرغوب فيه"، مؤكدا على ضرورة التنسيق بين مختلف المبادرات المطروحة الرامية للتوصل إلى حوار وطني سوداني شامل.
وكان وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، قد أعلن في وقت سابق عن توقعاته بانتهاء الحرب الدائرة في البلاد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لافتا إلى مؤشرات إيجابية قد تسهم في إنهاء الصراع واستعادة الاستقرار.
ونوهت صحيفة "السوداني"، أن تصريحات الشريف جاءت خلال مراسيم توقيع شراكة بين المستشارية الطبية في السفارة السودانية في القاهرة وشركة طبية مصرية، يوم الجمعة، لتقديم خدمات علاجية مخفضة للسودانيين في مصر، فضلا عن أن وزير الخارجية السوداني، ، قد بعث برسالة خطية إلى الاتحاد الأفريقي، الأسبوع الماضي، تفيد بأن الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه قد بسطوا سيطرتهم على مختلف أنحاء البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية، دعت الرسالة مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى "إعادة النظر في تقييم الاتحاد الأفريقي للأوضاع بالسودان على ضوء المستجدات الأخيرة".
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.
والجدير بالذكر أن رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، أكد على دعم مصر الثابت للسودان ومؤسساته الوطنية"، معربا عن تطلعه لانتهاء الأزمة بالسودان، بما يسهم في الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية.
وأكد مدبولي، خلال لقائه في مقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، وزير خارجية السودان، علي يوسف الشريف، أمس "استعداد الشركات المصرية للمساهمة في إعادة إعمار السودان، من أجل تحقيق التعافي المبكر وتحسين الأوضاع هناك في أقرب فرصة مُمكنة".
وأشار إلى أن "مصر حرصت على تقديم مختلف صور الدعم الإنسانى للأشقاء السودانيين عبر الهلال الأحمر المصري".