اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟ 43972 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة

التقيّة الإيرانية.. طهران تتنصل من دعم الحوثيين وتبرر تهديدات الملاحة الدولية

الحوثيين
الحوثيين

تبرأت إيران من أي علاقة بهجمات ميليشيا الحوثي المتواصلة على السفن التجارية في ممرات الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، وذلك في أعقاب تصاعد الهجمات التي استهدفت السفن في المنطقة على مدار عام كامل. وقد جاءت هذه التصريحات في سياق بيان إيران خلال اجتماع "المنظمة البحرية الدولية"، حيث نفت طهران أي دور في "زعزعة الملاحة البحرية في البحر الأحمر"، مؤكدة التزامها بقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالعقوبات المفروضة على ميليشيا الحوثي وحظر بيع الأسلحة إلى اليمن.

وفي تصريحاته خلال الاجتماع، قال مساعد وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني، علي أكبر صفائي، إن "اليمنيين (الحوثيين) مستقلون ويتخذون قراراتهم بحرية وفقًا لمصالحهم"، وهو ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية. ومع ذلك، يأتي هذا النفي الإيراني في وقت تتزايد فيه التقارير الدولية التي تشير إلى الدعم المستمر من طهران للحوثيين في تطوير قدراتهم العسكرية، بما في ذلك الهجمات على السفن التجارية في الممرات البحرية الحيوية.

التقرير الأممي يفضح تورط طهران في دعم الحوثيين

من جهة أخرى، دحض خبراء الأمم المتحدة في تقريرهم الأخير المزاعم الإيرانية، مؤكّدين أن ميليشيا الحوثي لا تتخذ قراراتها بشكل مستقل عن إيران. التقرير الذي تم تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي سلط الضوء على الدور المهيمن لقوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في صنع القرار لدى الحوثيين، مشيرًا إلى أن قيادات إيرانية بارزة مثل الفريق عبدالرضا شهلائي، المسؤول عن الأنشطة العسكرية والاستراتيجية للحوثيين، تشارك في إدارة العمليات العسكرية والتخطيط للهجمات ضد السفن في البحر الأحمر.

التقرير أشار أيضًا إلى الدور المباشر لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في تقديم المشورة للحوثيين حول استراتيجياتهم العسكرية، بما في ذلك إدارة القوات البحرية والجوية للميليشيا، وهو ما يعزز الادعاء بأن الحوثيين ما هم إلا أداة بيد إيران في تنفيذ أجندتها الإقليمية.

التقيّة الإيرانية والتأكيد على استقلالية الحوثيين

في ردود الأفعال السياسية، اعتبر الباحث السياسي الدكتور علي العسلي أن تبرؤ طهران من الهجمات الحوثية يأتي في إطار مبدأ "التقيّة" الذي تقوم عليه السياسة الإيرانية، وهو ما يعني أن طهران تتنصل من مسؤولية أنشطتها العسكرية عندما تكون تحت الأضواء، بينما تواصل دعمها السري للحوثيين من خلال الحرس الثوري. وأشار العسلي إلى أن الهجمات البحرية والعمليات العسكرية في المنطقة، بما في ذلك التهديدات ضد إسرائيل، يتم تنسيقها وإدارتها من قبل إيران عبر وحدة فيلق القدس.

إيران والحوثيون: علاقة الوكيل والموالي

من جهته، يرى مدير مكتب مركز "south24" للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، أن إيران تستخدم الحوثيين كأداة لتنفيذ أطماعها التوسعية في المنطقة، مشيرًا إلى أن طهران عندما ترغب في إظهار سيطرتها على هذه الميليشيات، تؤكد على دورها القيادي، أما عندما ترغب في التنصل من تبعات أنشطة الحوثيين، تقوم بالتأكيد على استقلاليتهم.

الخبرات العسكرية الإيرانية في اليمن

أما الخبير العسكري العقيد محسن مسعد، فأوضح أن الحوثيين، الذين ينحدرون من بيئات جبلية ووعرة، لا يمتلكون الخبرة العسكرية اللازمة لتنفيذ هجمات معقدة ضد أهداف بحرية متحركة كالسفن التجارية. ولفت إلى أن الخبراء العسكريين الإيرانيين هم من يساهمون بشكل أساسي في تدريب الحوثيين وتزويدهم بالأسلحة والمعدات اللازمة، مما يوضح أن هذه العمليات تتم بتوجيه مباشر من طهران.

وفي هذا السياق، أشار العقيد مسعد إلى أن سفينة "بهشاد" الإيرانية كانت تقوم بمراقبة ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث كانت تجمع بيانات السفن المستهدفة، وهو ما يعزز شكوك الدول الغربية بشأن تورط إيران في تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية.


في ضوء هذه التطورات، يبدو أن إيران تسعى لتوجيه اللوم على الحوثيين في وقت تتزايد فيه الأدلة على دعمها المباشر للميليشيا، مما يسلط الضوء على تعقيدات الصراع في المنطقة وأدوار القوى الإقليمية والدولية في إدارة الأزمات الأمنية في البحر الأحمر والخليج.