اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

كيف ساعدت إيران حماس في هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل؟

غزة
غزة

كشف تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن معلومات جديدة استندت إلى وثائق عثر عليها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، تفيد بأن إيران قدمت تمويلًا لحركة حماس بلغ 168 مليون دولار على مدار عامين، بهدف التحضير لعملية استراتيجية ضد إسرائيل. وفقًا للمحلل العسكري للصحيفة، تم تحويل 7 ملايين دولار شهريًا إلى حماس منذ عام 2021، استعدادًا للعملية التي تم تنفيذها في السابع من أكتوبر من العام الماضي، والتي شكلت تصعيدًا كبيرًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقد عثر الجيش الإسرائيلي على هذه الوثائق خلال عمليات اجتياح غزة، حيث تمكنت قواته من ضبط سجلات تحويلات مالية بمئات الملايين من الدولارات بين إيران وحماس على مدار العقدين الماضيين. كما أدى التحقيق مع بعض عناصر حماس الذين تم أسرهم خلال الحرب إلى الكشف عن مزيد من المعلومات حول هذا الدعم الإيراني.

وتعكس هذه الوثائق مدى اختراق إيران لحركة حماس من خلال تمويلها، مما يعزز ما أشار إليه المحلل العسكري من أن إيران كانت الركيزة الاستراتيجية الأساسية لحركة حماس منذ عام 2014. يشمل الدعم الإيراني لحماس، بجانب المساعدات المالية، توفير معدات عسكرية وتدريب لقيادة الحركة وذراعها العسكري.

أهداف التمويل الإيراني
ووفقًا للتقرير، فإن إيران تهدف من خلال هذا التمويل إلى تعزيز موقعها في قطاع غزة، وتثبيت موطئ قدم لها بالقرب من إسرائيل، بما يخدم مصالحها في بناء "محور المقاومة" الذي يتضمن دعم حماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية في مواجهة إسرائيل.

ويتضح من الوثائق أن إيران لم تقتصر على التمويل العسكري فقط، بل شملت مساعداتها أيضًا برامج مدنية في قطاع غزة، بالإضافة إلى تأثيرها على صناعة القرار داخل حماس عبر السيطرة على الأموال والمشتريات العسكرية الضخمة. وقد أظهرت الوثائق التي تم ضبطها أن إيران حولت في عام 2019 مبلغ 42 مليون دولار إلى الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، بينما تم تحويل 12 مليون دولار في العام 2020، مما يدل على استمرار الدعم المالي الإيراني لحماس على مدار السنوات الماضية.

تفاصيل المراسلات المالية
من بين الوثائق المضبوطة، تم العثور على رسائل تشير إلى تورط قادة حماس في توزيع الأموال الإيرانية. في إحدى الرسائل، يظهر اسم إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي اعترف بتحويل 5 ملايين دولار إلى الحركة، حيث طلب أيضًا من شخص يُدعى "الحاج رمضان" تقديم تعليمات حول كيفية توزيع هذه الأموال.

وفي رسالة أخرى، أرسل القيادي مروان عيسى إلى يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، وخليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، رسالة في ديسمبر 2022 تفيد بتوصل اتفاق مع إيران على ميزانية ثابتة تبلغ 7 ملايين دولار شهريًا على مدار العام للتحضير لعملية ضد إسرائيل.

التورط الإيراني في تهريب الأسلحة
أظهرت الوثائق أيضًا أن إيران وحماس اتفقتا على آلية تهريب الأسلحة والمواد العسكرية عبر شبكات تهريب تُديرها إيران وحلفاؤها في المنطقة، بما في ذلك الإشارة إلى استخدام غواصات في عمليات التهريب. كما طلب "أبو عصام" من خليل الحية دفعة مقدمة من إيران بمقدار ثلاثة أشهر من الأموال المخطط تحويلها لدعم الحملة العسكرية ضد إسرائيل.

دور إيران في دعم فصائل فلسطينية أخرى
إضافة إلى حماس، كشفت الوثائق أن إيران قدمت دعمًا ماليًا أيضًا لعدد من المنظمات الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة، من خلال تمويل المشاريع العسكرية والمدنية والتعليمية والثقافية. هذا الدعم يشمل جميع الجوانب التي تدعم تعزيز قدرات الفصائل الفلسطينية في مواجهة إسرائيل، وهو ما يعكس التورط الإيراني المستمر في القضية الفلسطينية.

الاعتراف الإيراني الضمني في هجمات 7 أكتوبر
أشارت الصحيفة إلى أن كبار مسؤولي حماس قد أعربوا علنًا عن شكرهم للنظام الإيراني على الدعم العسكري الذي قدمته طهران والذي ساعد على تنفيذ الهجمات في السابع من أكتوبر 2023. هذا الشكر يعد بمثابة اعتراف ضمني بالدور الإيراني الكبير في التخطيط والدعم اللوجستي لهذه الهجمات.

تعد هذه الوثائق التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي بمثابة دليل إضافي على حجم الدعم الإيراني لحركة حماس في إطار "محور المقاومة" الذي تسعى إيران لتشكيله في المنطقة. هذا الدعم لم يقتصر على الجوانب العسكرية بل شمل أيضًا تمويلًا للبرامج المدنية، ما يسلط الضوء على استراتيجيات طهران في تقوية نفوذها في قطاع غزة واستخدام حماس كأداة لتنفيذ أجندتها السياسية والعسكرية ضد إسرائيل.