التحولات الميدانية في سوريا.. هل تفتح باب هزيمة الحوثيين في اليمن؟
تتسارع الأحداث الميدانية في الشمال السوري، مما يسلط الضوء على واقع ميليشيات إيران في المنطقة، وخاصة في سوريا واليمن. مع تقدم الفصائل السورية على الأرض وانتزاع السيطرة على عدة مناطق حيوية مثل حماة وإدلب وحلب، تطرح التساؤلات حول إمكانية تكرار السيناريو ذاته في اليمن، خصوصًا فيما يتعلق بالحوثيين.
التضييق على الأذرع الإيرانية
تواجه إيران تحديات كبيرة في المنطقة إثر الضربات الأخيرة التي وجهت إليها، مما أدى إلى عجزها عن دعم حلفائها الأقوياء مثل حزب الله اللبناني، الذي يعاني من انهيار عسكري. كما يعجز النظام الإيراني عن دعم ميليشياته في سوريا، مما يفتح المجال للفصائل السورية لاستغلال هذا الوضع، وهو ما قد ينعكس أيضًا على الحوثيين في اليمن.
أسامة الشرمي، وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية، صرح في تصريح صحفي " قائلاً: "إيران لا ترغب في التخلي عن ميليشياتها في العالم العربي، لكن الأوضاع الحالية تجعل من الممكن للمجتمع الدولي والدول الإقليمية اتخاذ خطوات تضيق الخناق على الأذرع الإيرانية، خاصة عبر قطع طرق إمداد الأسلحة".
وأشار الشرمي إلى أن ما يحدث في سوريا يمثل نموذجًا للخطوات التي يمكن تنفيذها في اليمن، خاصة في حال تم تحرير مدينة الحديدة من سيطرة الحوثيين. هذا من شأنه أن يوقف عمليات تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر ويحد من العمليات الإرهابية للحوثيين.
الانعكاسات المحتملة على الحوثيين
أضاف الشرمي أن "قطع الدعم الإيراني عن الحوثيين سيؤدي إلى تقليصهم إلى ميليشيات صغيرة تتبع عبد الملك الحوثي بشكل مباشر، وستكون أقل قوة من الآن، وسيكون من الأسهل التعامل معهم عسكريًا". وتوقع أن يعود الحوثيون إلى منطقة صعدة فقط، بدلًا من السيطرة على صنعاء أو المدن الكبرى الأخرى.
مواجهة مفتوحة: توقعات المعركة المقبلة
من جانبه، أشار المحلل السياسي خالد سلمان إلى أن ما يحدث في حلب ينعكس بشكل كبير على الحوثيين في اليمن. حيث يتوقع أن تكون الفصائل المناهضة للحوثي أكثر استعدادًا نفسياً وعسكريًا، مستلهمة مما يحدث في سوريا. وقال سلمان في تصريح صحفي: "القيادة الفعلية في حلب للحرس الثوري الإيراني، ورغم هزيمتها هناك، فإن هذا قد يفتح الباب أمام هزيمة الحوثيين".
وأوضح أن ما يحتاجه اليمن هو استلهام تجربة حلب، والتركيز على معركة استعادة الدولة الوطنية بعيدًا عن الصراع الديني، مع التأكيد على احترام حقوق المواطن ورفض الإقصاء.
رأي المحلل العسكري: الحوثيون في حالة تأهب
لكن المحلل العسكري عدنان الجبرني له رأي مختلف. فهو لا يتوقع أن يتم تكرار السيناريو السوري في اليمن في الوقت الحالي، مع أن هذا قد يحدث في المستقبل. ويرى الجبرني أن ميليشيا الحوثي ستستفيد من الدروس المستفادة من الأحداث في سوريا، مما يجعلها أكثر استعدادًا لأي هجوم محتمل. وأضاف: "عنصر المفاجأة في سوريا قد لا يتوفر في اليمن، لذا سيظل الحوثيون في حالة تأهب قصوى".
لكن الجبرني استدرك قائلاً: "إذا انطلقت عملية عسكرية كبرى بدعم إقليمي ودولي، وتوحدت القوى المحلية ضد الحوثيين، قد تتغير الأمور بشكل كبير".
تشير التطورات في الشمال السوري إلى إمكانية توجيه ضربة للحوثيين في اليمن، لا سيما إذا تم تقليص الدعم الإيراني. وبينما تبقى بعض التكهنات حول تكرار السيناريو السوري في اليمن، يتفق الخبراء على أن لحظة التحرك قد تكون أكثر قربًا من أي وقت مضى.