حلب تحت نيران الحرب.. الفصائل المسلحة تسيطر على 70% من المدينة والريف وسط تصعيد غير مسبوق
عاشت مدينة حلب السورية، شمالي البلاد، ليلة مليئة بالأحداث العسكرية المتسارعة، حيث شهدت المدينة تطورات ميدانية غير مسبوقة مع تقدم الفصائل المسلحة التي تمكنت من السيطرة على نحو 70% من المدينة ومحيطها في الريف. الهجوم الذي تشنه الفصائل، الذي يعتبر الأول من نوعه منذ سنوات، فرض حالة من التوتر والقلق على المدنيين في حلب وإدلب، الذين يعيشون حالة من الترقب والهلع في ظل تصاعد الاشتباكات.
وقد أعلنت الفصائل المسلحة في بيان لها أنها تمكنت من السيطرة على مناطق استراتيجية في وسط حلب، بالإضافة إلى مناطق أخرى في ريف إدلب شمال غرب سوريا. وتضمنت هذه السيطرة المباني الحيوية في المدينة مثل مبنى محافظة حلب، القصر البلدي، مقر قيادة الشرطة، بالإضافة إلى قلعة حلب وجامعة حلب. كما تم فرض حظر التجول في المدينة وسط تفاقم الوضع الأمني.
مع استمرار تقدم الفصائل المسلحة، أعلنت القيادة العسكرية أنها بصدد تأمين المدينة بشكل كامل في الساعات القليلة المقبلة، لتعلن بعدها تحرير حلب بشكل كامل. من جهتها، أغلقت السلطات السورية جميع الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة وألغت الرحلات من مطار حلب، وسط تعليمات من الجيش السوري بمتابعة خطة "الانسحاب الآمن" من الأحياء التي اجتاحتها الفصائل.
كما أكد الجيش السوري في بياناته أن القوات الحكومية استعادت بعض النقاط الاستراتيجية التي كانت قد خسرتها في وقت سابق، مشيراً إلى أنه يواصل التصدي للعدوان العسكري. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن دمشق تتوقع وصول تعزيزات عسكرية روسية جديدة إلى قاعدة حميميم الجوية خلال 72 ساعة المقبلة.
فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو نصف المدينة بات تحت سيطرة فصائل "هيئة تحرير الشام" والفصائل المدعومة من تركيا. كما تحدثت المصادر عن وصول المسلحين إلى قلعة حلب التاريخية، وسط اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية والمجموعات المساندة لها.
وتزامنت هذه التطورات مع غارات جوية مكثفة شنها الطيران الروسي والسوري على مواقع الفصائل في إدلب وقرى محيطة، ما أسفر عن مقتل نحو 200 مسلح، وفقاً لوزارة الدفاع الروسية. وأعلنت تركيا من جانبها عن قلقها البالغ من التصعيد العسكري في المنطقة، داعية إلى وقف الهجمات على حلب ومحيطها.
وبينما تدور المعارك في شوارع حلب، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الاشتباكات أسفرت عن نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، في وقت يشهد فيه الشمال السوري تصاعداً في العنف والمواجهات، وهو ما يهدد بزيادة معاناة المدنيين في المناطق المتأثرة.