تصعيد إسرائيلي في الشرق الأوسط.. استراتيجيات جديدة وارتدادات الصراع
تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات متلاحقة ضد المقاومة في لبنان واليمن، وكشفت هذه التحركات عن ملامح السيناريوهات المستقبلية للصراع في منطقة الشرق الأوسط. بعد فشلها في تحقيق أهدافها في غزة منذ 7 أكتوبر، تسعى إسرائيل للبحث عن ساحات بديلة لتعزيز سمعتها المتدهورة.
تتجلى هذه الاستراتيجية في التصريحات الإسرائيلية التي تلت عمليات ضد حزب الله، حيث تؤكد التحليلات أن تل أبيب تبحث عن طرق للتعافي من الفشل في غزة، بما في ذلك تهديدات باغتيال قيادات حزب الله، بدءاً من أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله.
حماس: الاعتداءات الإسرائيلية على اليمن وسوريا تصعيد خطير
في السياق ذاته، أدانت حركة "حماس" الاعتداءات الإسرائيلية على اليمن وسوريا، معتبرةً إياها تصعيداً خطيراً يُعزز من عدوان الاحتلال في المنطقة. وأكدت الحركة تضامنها مع اليمنيين ودعمت موقفهم الثابت في إسناد فلسطين.
ويشير المحلل السياسي وليد عبد الحي إلى أن إسرائيل تعتمد خطة استراتيجية تعتمد على "فصل الساحات"، حيث تستغل الأوضاع السياسية الأمريكية المتغيرة لتعزيز ضغوطها على الجبهة اللبنانية، وضرب المرافق المدنية بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار.
كما يُتوقع أن تُقترح إسرائيل وقف إطلاق النار في الجبهة اللبنانية، مما يعزل غزة ويجعلها في موقف ضعيف، حيث ستحاول تل أبيب تركيز جهودها هناك بعد إضعاف موقف حزب الله. في هذا السياق، تُشير التوقعات إلى أن الولايات المتحدة ستعزز وجودها في البحر الأحمر للحد من تأثير أنصار الله.
على الصعيد الإقليمي، يُبرز التحليل الحاجة لتكاتف الجهود بين المقاومة في لبنان وغزة، كما شدد نصر الله على وحدة الساحتين. ومع ذلك، تصاعدت الاستهدافات الإسرائيلية لتشمل مناطق جديدة في المنطقة، مع محاولات لإظهار القوة الإسرائيلية بعد عام من الضعف.
المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية يُشير إلى أن اغتيال نصر الله يمثل ضربة قوية للحزب، حيث يسعى نتنياهو للاستفادة من هذا الحدث لتعزيز موقعه السياسي. يُتوقع أن يستمر الضغط على حزب الله ليختار بين الاستسلام أو الاستمرار في القتال، مما قد يؤدي إلى توجيه ضربات أقوى.
ومع ذلك، تحذر التحليلات من أن التصعيد العسكري قد يدفع حزب الله إلى تعزيز صفوفه، مما يتطلب دعمًا واضحًا من إيران. الكاتب عبد الحي يُبرز أن السيناريوهات المطروحة تعني مواجهة أكبر للمحور الذي تدعمه إيران.
من جانبه، يشدد الباحث الدكتور أسامة الأشقر على أهمية تضافر الجهود العالمية لدعم المقاومة في هذه المرحلة الحرجة، محذرًا من تفويت الفرصة التي قد تتيح تغييرات كبيرة في المعادلات القائمة.
تظل الأوضاع معقدة، وتتطلب تفاعلات سياسية وعسكرية متزايدة في سياق الصراع المستمر في المنطقة، حيث يُنذر كل تصعيد بتحولات استراتيجية قد تؤثر على مستقبل الشرق الأوسط.