سوريا بين نار الصراع واستراتيجية البقاء.. الأسد يتجنب التورط في المعركة
في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، يُظهر النظام السوري حرصًا ملحوظًا على عدم الانجرار إلى هذه الحرب، رغم التأثيرات السلبية الكبيرة على حلفائه في المنطقة، بحسب تقرير نشره موقع "صوت أميركا" الإخباري.
زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى سوريا
فقد وصل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى دمشق بعد زيارة للبنان، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين إيران وإسرائيل. ويرجح أن يبحث عراقجي مع المسؤولين السوريين "التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية".
على الرغم من الضربات التي تعرضت لها مواقع في دمشق ومناطق أخرى، والتي يُعتقد أن معظمها نُسب إلى إسرائيل، لم يتخذ نظام بشار الأسد أي إجراءات انتقامية، مما يشير إلى حرصه على تجنب التصعيد.
يقول سيث فرانتزمان، الزميل المساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن تحفظ النظام السوري ينبع من إدراكه أنه لا يملك ما يكسبه من التصعيد، وأن لديه العديد من المشاكل الداخلية ليعالجها. ويشير إلى أن النظام السوري يسعى لاستعادة السيطرة على المناطق الشمالية التي تسيطر عليها تركيا، ويرغب في مغادرة القوات الأميركية.
الجولان .. منطقة التهديدات الإرهابية
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الجولان من المناطق التي قد تتعرض للتهديد من الجماعات المدعومة من إيران. في يوليو الماضي، استهدفت هجمات صاروخية مناطق في الجولان المحتل، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا، حيث ألقت إسرائيل والولايات المتحدة باللوم على حزب الله في ذلك الهجوم.
ووفقًا لفرانتزمان، فإن حكومة الأسد قد ترغب في تجنب التصعيد، حيث إن إسرائيل ستعتبرها مسؤولة عن أي دعم للهجمات. ويُظهر التاريخ أن دمشق تفضل الحفاظ على الوضع الراهن مع إسرائيل، مدركةً أنها لا تستطيع هزيمتها منذ عقود.
من جهته، اعتبر العميد أحمد رحال، الضابط السوري السابق، أن سياسة "عدم التدخل" لنظام الرئيس السوري بشار الأسد تواصلت منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن أي تحرك على جبهة الجولان قد يعني نهاية نظام الأسد.
وفي الوقت نفسه، أكدت مصادر إسرائيلية أن إيران لا تزال تستخدم سوريا لتهريب الأسلحة إلى حزب الله، مما يشكل خطرًا على النظام السوري في هذه المرحلة. وأشار رحال إلى أن حزب الله يحتاج إلى وسطاء لنقل الأسلحة الإيرانية، مما قد يزيد من الضغط على النظام السوري.
ختامًا، يعتبر أن الرسائل الإسرائيلية للرئيس السوري بشار الأسد واضحة، مما يجعله يفضل الابتعاد عن إيران في ظل هذه الظروف المتوترة.