معارك الشمال السوري تواصل حصد الأرواح.. 242 قتيلًا و«تحرير الشام» تفرض سيطرتها على 50 بلدة
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك المستمرة في شمال سوريا منذ الأربعاء أسفرت عن مقتل 242 شخصًا على الأقل، غالبيتهم من المسلحين، جراء تصعيد عسكري بين الفصائل المسلحة وقوات الجيش السوري.
في ظل هذه المعارك، شن سلاح الجو السوري سلسلة غارات مكثفة استهدفت مواقع الفصائل المسلحة في بلدتي أورم الكبرى وأورم الصغرى في ريف حلب الغربي. وتزامن ذلك مع قصف صاروخي نفذته الفصائل المسلحة على السكن الجامعي في مدينة حلب، ما أسفر عن مقتل 3 طلاب وإصابة آخرين، ما أثار حالة من الذعر في صفوف الطلاب وألحق أضرارًا مادية.
ردًا على هذه الاعتداءات، شن الجيش السوري هجمات واسعة استهدفت تجمعات ومقارَّ للمسلحين في محيط مدينة مارع شمال حلب. كما تمكنت القوات السورية من إحباط محاولة تسلل لـ"مجموعات إرهابية" تنكرت بزي الجيش السوري، واستعادت السيطرة على بلدة البقوم في ريف حلب بعد معارك عنيفة.
من جانب آخر، أفادت مصادر عسكرية سوريّة بأن المجموعات المسلحة حاولت استخدام شارات مزيفة لوحدات الجيش السوري في محاولة لتنفيذ هجمات، ولكنها فشلت ما أسفر عن خسائر كبيرة في صفوفها. القوات السورية استهدفت خطوط إمداد رئيسية للفصائل المسلحة في ريفي حلب وإدلب، مما أدى إلى شلّ تحركاتها.
وفي تطور آخر، أكدت وكالة "سبوتنيك" وصول تعزيزات من القوات الخاصة السورية إلى جبهات القتال لدعم العمليات ضد مسلحي "هيئة تحرير الشام" وحلفائها، في وقت يسعى الجيش السوري لتحجيم تحركات الجماعات المسلحة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه خلال معركة شرسة مع الفصائل المسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام"، التي كانت تهدف لتعزيز نفوذها في الشمال السوري، خسر الجيش السوري في 48 ساعة ما كان قد استغرق شهورًا للسيطرة عليه. المعارك أسفرت عن سقوط مئات القتلى من مختلف الأطراف، كما سجل المرصد سيطرة "هيئة تحرير الشام" على نحو 50 قرية وبلدة خلال يومين فقط.
وأشار المرصد إلى أن المعركة جرى الإعداد لها منذ أشهر، لافتًا إلى الدور الكبير للميليشيات الأجنبية في هذه المواجهات. وذكر أن حصيلة القتلى تشمل 238 شخصًا، بينهم 20 مدنيًا جراء الغارات الجوية. من بين القتلى، سجلت "هيئة تحرير الشام" مقتل 114 شخصًا من الجنسية السورية، إضافة إلى 21 قتيلًا من فصائل "الجيش الوطني". كما قتل نحو 25 عنصرًا من الميليشيات الموالية لإيران ذات الجنسيات الأجنبية.