غارات أمريكية تُربك الحوثيين.. استهداف معقل القيادة يكشف أسرار القوة الصاروخية
استهدفت غارات جوية أمريكية، مساء السبت، "فيلا" تقع في حي حدة جنوبي غرب العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، وتُعرف بـ"بيت المداني"، نسبة إلى قيادي حوثي بارز. ووفقًا لمصادر يمنية، كانت الفيلا تُستخدم كمقر لقيادات حوثية بارزة، وتزامن استهدافها مع اجتماع ضم قيادات من القوة الصاروخية وقيادات عسكرية أخرى.
تفاصيل الاستهداف ونتائجه
ذكرت المصادر أن الفيلا، التي كانت سابقًا مملوكة لمدير مكتب نائب رئيس الجمهورية اليمني الأسبق علي محسن الأحمر، استولى عليها الحوثيون بالقوة بعد سيطرتهم على صنعاء عام 2014. وتزامنت الغارة الجوية مع تحركات عسكرية واستنفار أمني واسع في صفوف الحوثيين، حيث أغلقوا الشوارع المحيطة بالموقع ومنعوا حركة المواطنين، بالإضافة إلى فرض حظر على الحركة في المستشفى الذي نُقل إليه المصابون.
أشارت المصادر إلى حالة من التكتم الشديد تمارسها الميليشيات الحوثية بشأن الكشف عن أسماء ومناصب القادة الذين سقطوا بين قتيل وجريح، فيما تُرجح المعلومات الواردة مقتل قيادات بارزة من الصف الأول والثاني للميليشيا.
مقر لعمليات استراتيجية
بحسب مصادر عسكرية وميدانية، تُستخدم الفيلا كمقر لعمليات القوة الصاروخية التابعة للحوثيين، وربما كانت تُدار منها عمليات لوجستية بالغة الأهمية. وأضافت أن استهداف هذا الموقع يُعد خطوة غير مسبوقة، حيث لم تكن المقاتلات الأمريكية قد ركزت سابقًا على مراكز عمليات بهذا المستوى من الأهمية.
غارات على "عطان" ومواقع حيوية أخرى
في سياق متصل، نفذت المقاتلات الأمريكية ثلاث غارات جوية أخرى على مواقع حوثية في منطقة "عطان" العسكرية جنوب غربي صنعاء. واستهدفت الغارات مستودعات محصنة لتخزين الصواريخ والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى مواقع قيادية تُستخدم لإدارة العمليات العسكرية الحوثية.
وأفادت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان رسمي، أن الضربات استهدفت منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم، بهدف تعطيل قدرات الحوثيين العسكرية، لا سيما تلك المتعلقة بالهجمات ضد السفن الحربية والتجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
دور منطقة "عطان" في تعزيز القدرات الحوثية
تُعد منطقة "عطان" من أبرز المواقع الاستراتيجية للحوثيين، حيث تحتوي على معسكر "لواء الصواريخ" ومستودعات محصنة أُنشئت في عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح. وتمكنت الميليشيات الحوثية، بدعم من خبراء عسكريين إيرانيين، من تطوير هذه المواقع لتحويلها إلى قاعدة لتصنيع وتخزين الصواريخ والطائرات المسيرة، مستغلة الطبيعة الجغرافية الجبلية التي توفر تحصينات طبيعية.
تصعيد الجهود الأمريكية
تأتي هذه الغارات ضمن جهود الولايات المتحدة لتقويض قدرات الحوثيين العسكرية وردع تهديداتهم للملاحة الدولية. ووفقًا للبيان الأمريكي، تهدف هذه العمليات إلى تقليل الهجمات التي تشنها الميليشيات ضد السفن في البحر الأحمر، في إطار التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة.
تداعيات الغارات
تشير التحركات الحوثية عقب الغارات إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف قياداتها، وهو ما يُرجح أن تكون هذه الضربات قد أصابت أهدافًا حساسة للغاية. وقد تُسهم هذه الغارات في إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين، خصوصًا في مجال القوة الصاروخية والطائرات المسيرة، مما قد يؤثر على قدرتهم في شن هجمات متطورة مستقبلاً.
الرد الحوثي المنتظر
في ظل الخسائر الواضحة التي تكبدتها الميليشيات، يبقى السؤال حول كيفية رد الحوثيين على هذا التصعيد. ورغم التكتم الحالي، تشير التحليلات إلى أن الميليشيا قد تسعى لتصعيد عملياتها في مناطق أخرى أو استهداف مصالح إقليمية ودولية كرد فعل على هذه الضربات.
هذه التطورات تُعد تصعيدًا نوعيًا في العمليات العسكرية، وقد تكون مؤشرًا لتحول في استراتيجية المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين، مع التركيز على استهداف مواقعهم القيادية واللوجستية الأكثر أهمية.