كندا تدرج الحوثيين على قائمة الإرهاب.. خطوة دولية جديدة تضاف إلى تصعيد العقوبات
في خطوة هي الرابعة من نوعها عالميًا في عام 2024، أعلنت وزارة الأمن العام الكندية يوم الإثنين عن إدراج مليشيات الحوثي على قائمة الإرهاب، وذلك بعد أن استوفت الجماعة تعريف "الكيان الإرهابي" بموجب قانون العقوبات الكندي. ويأتي هذا التصنيف في وقت حساس، بعد أن ارتبطت المليشيات ارتباطًا وثيقًا بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وهما أيضًا مدرجان في قوائم الإرهاب الكندية.
ووفقًا للبيان الصادر عن الوزارة، فإن هذا القرار يأتي نتيجة للمشاركة المستمرة لمليشيات الحوثي في أعمال تهدد استقرار المنطقة، خاصة في ظل الهجمات التي شنتها على السفن التجارية في البحر الأحمر والممرات المائية الأخرى، وكذلك في اتجاهات أخرى شملت الهجمات التي استهدفت إسرائيل. واعتبرت كندا أن هذه الممارسات أسهمت بشكل كبير في الاضطرابات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط.
التبعات القانونية لتصنيف الحوثي
عقب هذا التصنيف، أكدت وزارة الأمن العام الكندية أن هذا القرار سيترتب عليه منع جميع عناصر مليشيا الحوثي من دخول الأراضي الكندية أو السفر إليها، في الوقت الذي سيتم فيه حظر التعامل معها أو تقديم أي شكل من أشكال الدعم المباشر أو غير المباشر لهذه الجماعة. وفي هذا السياق، قال وزير الأمن العام الكندي، دومينيك ليبلانك، إن هذا التصنيف سيسهم بشكل كبير في دعم جهود كندا لمكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي، مشيرًا إلى أن بلاده ستواصل اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الأنشطة الإرهابية والتعامل مع التهديدات التي تواجه مصالح كندا وأمن مواطنيها في مختلف أنحاء العالم.
الخطوات الدولية تجاه الحوثي
وتعد هذه الخطوة الكندية هي الرابعة في سلسلة الإجراءات الدولية ضد الحوثي في عام 2024. ففي يناير من نفس العام، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية مليشيات الحوثي على قائمة الإرهاب، وفي مارس أعلنت الحكومة الأسترالية تصنيفها كمنظمة إرهابية، بينما تبعتها نيوزيلندا في نهاية نوفمبر من نفس العام.
هذه التحركات الدولية تعكس تصاعد الضغط العالمي على الحوثيين، وهو ما يشير إلى أن المجتمع الدولي بدأ في مواجهة الممارسات التي تقوم بها هذه الجماعة في الشرق الأوسط، والتي تتسبب في إلحاق الضرر بالاستقرار الإقليمي وتأثيرها على الأمن البحري الدولي.
ترحيب حكومي يمني
في رد فعل سريع على هذا التصنيف، رحبت الحكومة اليمنية عبر وزير الإعلام معمر الإرياني بالقرار الكندي، واعتبرته "خطوة مهمة" تعكس إدراك المجتمع الدولي لخطر الحوثيين، الذين باتوا ينفذون أجندة إيران التخريبية في اليمن والمنطقة، ويهددون أمن الملاحة البحرية والحرية التجارية في البحر الأحمر.
ودعا الوزير اليمني دول العالم الأخرى إلى اتخاذ خطوات مماثلة لتصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية"، مؤكدًا أن التحرك الدولي الشامل هو السبيل الوحيد لإيقاف المشروع الحوثي الذي تدار من طهران، ومن أجل حماية الأمن البحري.
ماذا تعني الخطوة الكندية؟
تعتبر هذه الخطوة الكندية في وقت حساس في ظل حديث مستمر عن تصنيف الحوثي في قوائم الإرهاب من قبل العديد من الحكومات الغربية. السياسي اليمني مجيب المقطري، وفي تصريح صحفي، أشار إلى أن هذه الخطوة تعكس تحولًا في طريقة تعاطي المجتمع الدولي مع الحوثيين، متوقعًا أن تسعى حكومات غربية أخرى لتبني قرارات مشابهة في الفترة المقبلة.
المقطري ذكر أيضًا أن الحوثيين قد ارتكبوا سلسلة من الحماقات التي أجبرت المجتمع الدولي على تغيير تعامله معهم، بدءًا من الهجمات التي شنوها على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وصولًا إلى اختطاف عشرات الموظفين العاملين في المنظمات الدولية. وطالب الحكومة اليمنية بضرورة تنشيط أدواتها السياسية والإعلامية، خاصة في أوروبا، لدفع الحكومات الأوروبية لاتخاذ قرارات بتصنيف الحوثي في قوائم الإرهاب.
أثر التصنيف الدولي على الحوثيين
أما الصحفي اليمني أدونيس الدخيتي، فقد أكد في تصريح صحفي أن التحرك الدولي المتزايد لتصنيف الحوثي ككيان إرهابي سيكون له تأثيرات بالغة على المليشيا، رغم أن هذه الخطوة جاءت متأخرة. وأوضح أن تواجد الحوثي في قوائم الإرهاب العالمية سيشكل ضغطًا كبيرًا عليها، وسيُضعف موقفها على الساحة الدولية.
وأشار الدخيتي إلى أن هذا التصنيف سيجعل الحوثيين في عزلة دولية، وسيؤدي إلى تقليص دعم المنظمات الدولية لهم، خاصة تلك المرتبطة بدول تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، أو التي تمولها تلك الدول جزئيًا. ولفت إلى أن هذه الخطوة ستساهم في منع الحوثيين من الاستفادة من التمويلات الدولية للمشاريع الإنسانية، التي كانت تجني من ورائها أموالًا طائلة.
وأشار الدخيتي إلى أن تصنيف الحوثي في قوائم الإرهاب العالمية يتطلب الانتقال من مجرد فرض تشريعات قانونية إلى اتخاذ إجراءات أكثر حسمًا في المجال العسكري الدولي، من أجل حماية المصالح الدولية، وتأمين الممرات الملاحية في البحر الأحمر والخليج العربي، فضلًا عن إنهاء الأزمة الإنسانية التي تسببت بها المليشيات الحوثية منذ انقلابها على الحكومة الشرعية اليمنية قبل أكثر من عشرة أعوام.
إن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية من قبل كندا يعد خطوة هامة في سياق الضغوط الدولية المتزايدة على هذه الجماعة، التي تشكل تهديدًا ليس فقط على اليمن ولكن على الأمن الإقليمي والدولي. ومع تزايد هذه التحركات الدولية، من المتوقع أن تشهد المليشيات الحوثية مزيدًا من العزلة الدولية والضغط على تحركاتها العسكرية والإنسانية، وهو ما قد يكون له تأثيرات كبيرة على الوضع في اليمن.