غارة إسرائيلية في بيروت.. هل نجحت في القضاء على أحد أبرز قادة حزب الله؟
في فجر يوم السبت، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت، مما أثار حالة من الجدل والتساؤلات حول هوية القيادي المستهدف، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المستهدف في هذه الغارة هو محمد حيدر، الذي يُعرف بلقب "أبو علي"، وهو مسؤول العمليات في حزب الله وأحد كبار الشخصيات في التنظيم.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، أكدت أن الهجوم استهدف محمد حيدر، رئيس قسم العمليات في حزب الله، والذي يُعتبر من أهم القيادات الأمنية في الحزب. وذكرت القناة أن حيدر كان يقيم في شقة مخفية في منطقة البسطة الفوقا في بيروت، ولكنها لم تؤكد ما إذا كانت عملية الاغتيال قد نجحت أم لا.
وفي ذات السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مصدر أمني إسرائيلي أن الهجوم الإسرائيلي استهدف مبنى كان يتواجد فيه حيدر، مشيرة إلى أن هذا الأخير يعتبر من قيادات الصف الأول في حزب الله ومن أبرز العقول الأمنية داخل هيكلية الحزب العسكرية. وحسب التقارير، فإن حيدر كان نائبًا عن محافظة بعلبك في لبنان في عام 1992، إلا أنه ابتعد عن الإعلام والسياسة بعد ذلك، وتفرغ بشكل كامل للأنشطة العسكرية والأمنية داخل الحزب.
من الجدير بالذكر أن محمد حيدر يعد من القيادات الأمنية البارزة في حزب الله التي تلعب دورًا محوريًا في العمليات العسكرية للجماعة. وقد تم تصنيفه من بين الأسماء المهمة التي تسعى إسرائيل إلى استهدافها منذ سنوات، حيث حاولت عدة مرات اغتياله باستخدام طائرات مسيرة (درون) أُرسلت إلى ضاحية بيروت الجنوبية، إلا أنه تم إسقاط الطائرتين في محاولات سابقة.
وبينما تشير العديد من المصادر إلى أن العملية استهدفت محمد حيدر بشكل رئيسي، فإن هناك تكهنات تشير إلى أن هذه الغارة قد تكون جزءًا من محاولة أوسع من قبل إسرائيل لاستهداف قيادات بارزة أخرى في حزب الله. وفي هذا السياق، أثيرت تساؤلات حول مصير القيادي الآخر في حزب الله، طلال حمية، الذي يُلقب بـ "الشبح"، والذي يُعتقد أن يكون أيضًا من الأهداف المحتملة لهذه الغارة.
كما نقلت قناة "الحدث" عن بعض المصادر قولها إن محمد حيدر كان يشغل سابقًا منصب نائب لبناني، وأشارت إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية قد تكون تستهدف هذا القيادي ضمن استراتيجية أكبر لزعزعة استقرار الحزب.
الغارة الإسرائيلية التي استهدفت هذا القيادي في حزب الله نفذت باستخدام صواريخ خارقة للتحصينات (ارتجاجية)، وهو نوع من الصواريخ الذي يتسبب في دمار هائل عند إصابته للأهداف، حيث تم تدمير مبنى مكون من ثمانية طوابق في بيروت بالكامل. ورغم أن الصواريخ أسفرت عن دمار واسع، فإن تفاصيل مصير القياديين المستهدفين لا تزال غير واضحة بشكل كامل حتى الآن. هذا الأمر يجعل من هذه العملية الإسرائيلية نقطة محورية للتوتر في لبنان والمنطقة ككل، خاصة مع استمرار حالة الترقب لمعرفة نتائج هذه الغارة وما إذا كانت ستؤدي إلى تصعيد عسكري جديد.