اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية هويتنا ولغة القرآن الكريم ولسان الدعوة والداعية وزير الأوقاف المصري يوجه بتحقيق نقل نوعية في الخدمات الصحية بمستشفى الدعاة شيخ الأزهر يبحث التعاون المشترك مع رئيس مكتبة قطر الوطنية أمين البحوث الإسلامية للشباب: حددوا مسارات معارفكم لمواجهة الانحرافات الفكرية مرصد الأزهر: المناطق الحدودية هي التحدي الأكبر أمام إقرار الأمن الشامل في باكستان السبت المقبل.. انطلاق المستوى الثالث من البرنامج العلمي النوعي للوافدين بالجامع الأزهر 44805 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة الأمين العام للشئون الإسلامية يوجه بعقد المجالس الحديثيَّة بصورة دوريَّة ومنتظمة كوريا الجنوبية على صفيح ساخن.. محاولة انتحار واتهامات بالتمرد تلاحق الرئيس ووزير الدفاع دار الإفتاء المصرية تُنهي استعداداتها لندوة «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري» سماء شندي تشتعل.. المسيرات الانتحارية تفتح جبهة جديدة في صراع السودان مرصد الأزهر يطالب المجتمع الدولي بسرعة التحرك لإنقاذ مليوني فلسطيني بقطاع غزة

44786 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة

فلسطين
فلسطين

أعلنت الوكالة الفلسطينية الرسمية، اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44,786 شهيدًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023. كما أضافت الوكالة أن حصيلة الإصابات قد ارتفعت إلى 106,188 إصابة، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض. وأشارت الوكالة إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت أربع مجازر أسفرت عن استشهاد 28 مواطنًا، وإصابة 54 آخرين.

في سياق متصل، نشر نادي الأسير الفلسطيني اليوم الثلاثاء إحاطة شاملة حول آخر التطورات المرتبطة بواقع الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقد استندت هذه الإحاطة إلى زيارات قام بها محامو النادي إلى نحو 70 أسيرًا وأسيرة في سجون الاحتلال خلال شهر نوفمبر المنصرم وحتى التاسع من ديسمبر الجاري. شملت هذه الزيارات سجون (الدامون، وجلبوع، وعوفر، ومجدو، وشطة، والنقب، وجانوت)، وتمت في ظروف صعبة وتحت رقابة مشددة.

وقد استعرض نادي الأسير من خلال هذه الزيارات أبرز الجرائم والانتهاكات والسياسات التي ارتكبتها إدارة السجون ضد الأسرى والأسيرات. وكان من أبرز القضايا التي تم تسليط الضوء عليها هي عمليات التعذيب التي تشمل عمليات قمع متكررة، والاعتداء بالضرب المبرح، والتنكيل باستخدام أنواع الأسلحة كافة، بالإضافة إلى استخدام الكلاب البوليسية ضد الأسرى في جميع السجون التي تمت زيارتها. وشهدت هذه الفترة تصاعدًا في الانتهاكات التي تمثلت في عمليات الإذلال والإهانة المتعمدة للأسرى، حيث أصبحت جرائم التعذيب بمستوياتها المختلفة أبرز الجرائم التي تمت ممارستها ضد الأسرى.

وقد أشار نادي الأسير إلى أن قضية "الجرائم الطبية" أصبحت تتخذ منحنى تصاعديًا، مع انتشار مرض "السكايبوس" (الجرب) بين صفوف الأسرى في عدة سجون مركزية مثل (النقب، ومجدو، وجلبوع، وعوفر، وجانوت، وسجون أخرى). وأصبح مرض الجرب يشكل تهديدًا مباشرًا على حياة الأسرى، لا سيما المرضى بأمراض مزمنة مثل مرض السكري، حيث يعاني هؤلاء الأسرى من أعراض صحية خطيرة جراء هذا المرض.

كيف تحوّلت منظومة السجون إلى أداة تعذيب وتنكيل بحق الأسرى؟

مع حلول فصل الشتاء، أكّد الأسرى والأسيرات على ضرورة الضغط القانوني لتوفير ملابس شتوية لهم أو إدخال ملابس تقيهم برد الشتاء. وذكرت شهادات الأسرى أن إدارة السجون قد حولت فصل الشتاء إلى أداة لتعذيب الأسرى، حيث لم يتم توفير الملابس الشتوية اللازمة في كثير من السجون، وظل الآلاف من الأسرى يعانون نقصًا حادًا في الملابس. العديد من الأسرى لا يمتلكون سوى ملابس صيفية، مما يفاقم من معاناتهم خلال البرد القارس. وفي بعض السجون، تعمدت إدارة السجون إبقاء النوافذ مفتوحة بدلًا من إغلاقها، ما ساهم في تفاقم المعاناة، خاصة أن معظم الأسرى يعانون من ضعف جسدي جراء جريمة التجويع والأمراض المنتشرة.

وأوضحت شهادات الأسرى أن بعض الأسرى يعانون من إصابات خطيرة نتيجة مرض الجرب، الذي يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة الأسرى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري أو السرطان. المرض يتسبب في أعراض خطيرة، ويضاعف من معاناة الأسرى في السجون، حيث يعاني البعض من مشكلات صحية خطيرة تتطلب رعاية طبية مستمرة.

تصاعد عمليات القمع في السجون

في سجن "جلبوع"، تناولت إفادات الأسرى عمليات القمع الأخيرة التي تعرضوا لها، حيث تعرض أحد الأقسام في منتصف نوفمبر الماضي لعملية قمع واسعة شملت اقتحام الغرف والزنازين، والاعتداء بالضرب المبرح على الأسرى. وأشار الأسرى إلى أنهم سمعوا أصوات زملائهم أثناء تعرضهم للضرب، وهو ما شكل أحد أساليب التعذيب النفسي، الذي يعاني منه الأسرى. كما أفاد الأسرى في سجن "جلبوع" بأن إدارة السجن استخدمت حزامًا خاصًا لضربهم، وهو ما يدل على استمرار محاولات إدارة السجون لتطوير أدوات جديدة للتعذيب.

وفي سجن "عوفر"، أكد الأسرى أن وحدات القمع نفذت عدة اقتحامات واعتداءات بالضرب المبرح، إضافة إلى معاقبتهم بحرمانهم من الخروج إلى ساحة السجن. كما تم التحكم في كمية الطعام المقدم لهم، في إطار جريمة التجويع المتعمدة كنوع من العقاب.

أما في سجن "الدامون"، حيث تقبع الأسيرات، فقد تصاعدت عمليات التفتيش القمعية، وتعرضت الأسيرات للضرب والاعتداء، بالإضافة إلى الاستيلاء على الملابس الخاصة بهن. كما تعرضت بعض الأسيرات للاحتجاز في زنازين العزل لفترات طويلة.

تزايد المخاوف من انتشار مرض "الجرب"

في سجن "عوفر"، تتزايد المخاوف من انتشار مرض "الجرب" بين الأسرى، حيث سجلت حالات إصابة جديدة في بعض الأقسام، لكن الأعداد لم تُحدد بعد. ويعاني الأسرى في سجون الاحتلال من نقص شديد في أدوات النظافة والتعقيم، مما يسهم في تفشي الأمراض، ومنها الجرب. وقد ناشد الأسرى المؤسسات الحقوقية التدخل لتوفير العلاج اللازم لهم، حيث تتعرض صحتهم للخطر نتيجة هذه الظروف.

معاناة الأسرى الأطفال والأسيرات

تستمر معاناة الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال، حيث يعانون من الاكتظاظ الشديد في الأقسام المخصصة لهم، بالإضافة إلى قلة الطعام والملابس، ما يزيد من معاناتهم النفسية والجسدية. الأطفال ينامون وهم جوعى في كثير من الأحيان، ويعانون من البرد الشديد نتيجة نقص الملابس الشتوية.

وفيما يتعلق بالأسيرات، أفادت بعض الأسيرات بأنهن يعانين من مشكلات صحية ونفسية جراء الظروف القاسية التي يتعرضن لها، حيث يتطلب بعضهن متابعة طبية ونفسية عاجلة. ورغم تلك المعاناة، فإن الاحتلال يصر على استمرار اعتقالهن في ظروف غير إنسانية.

عدد الأسرى في سجون الاحتلال

أشار نادي الأسير الفلسطيني إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ حتى بداية شهر ديسمبر أكثر من 10,300 أسير، إضافة إلى المئات من معتقلي غزة المحتجزين في معسكرات الاحتلال، الذين لا تتوفر معطيات واضحة عن أعدادهم. كما يبلغ عدد الأسيرات 89 أسيرة، من بينهن أربع من قطاع غزة، في حين يبلغ عدد الأطفال الأسرى 280 طفلًا.

في الختام، يواصل الأسرى الفلسطينيون مواجهة العديد من الجرائم والانتهاكات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط تصاعد المخاوف من تفشي الأمراض وانتشار المرض في ظل ظروف قاسية، وتزايد عمليات القمع والتعذيب بحقهم.