44708 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة
أعلنت مصادر طبية فلسطينية اليوم الأحد عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44 ألفًا و708 شهداء، أغلبهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر 2023. كما أكدت المصادر أن حصيلة الإصابات قد ارتفعت إلى 106 آلاف و50 جريحًا، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف. وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال ارتكبت أربع مجازر جديدة أسفرت عن استشهاد 44 مواطنًا وإصابة 74 آخرين، في تصعيد جديد يضاف إلى ما قبله من انتهاكات.
وفي سياق متصل، استشهد شاب فلسطيني اليوم الأحد إثر قصف من مسيرة إسرائيلية استهدفت بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في تصعيد مستمر للعدوان الإسرائيلي على المناطق المدنية. كما شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، ما أثار مخاوف بشأن استهداف المنشآت الطبية في ظل تزايد الضغوط الإنسانية والإنقاذية في القطاع.
من جانب آخر، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في تصريحات له يوم السبت خلال مشاركته في الدورة العشرين من "حوار المنامة" في البحرين، إن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، واتساع نطاقها الإقليمي، يُضعف بشكل خطير منظومة الأمن الدولي. وأكد أن النزاع المستمر يهدد مصداقية القوانين الدولية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواصل الإفلات من العقاب بينما تقوم باستهداف الأمم المتحدة وأجهزتها، مما يتطلب من المجتمع الدولي تكثيف جهوده من أجل الوصول إلى حل شامل.
وأوضح الأمير فيصل بن فرحان أنه يجب على المجتمع الدولي أن يعمل بشكل جاد للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى رفع جميع القيود التي تمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فضلاً عن ضرورة إطلاق سراح المحتجزين والأسرى الفلسطينيين. كما حذر وزير الخارجية السعودي من انتشار خطاب الكراهية والتحريض الذي يغذي التطرف في جميع الأطراف، مشيرًا إلى تصريحات مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي الذين هددوا بضم الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان. وقال إن مثل هذه التصريحات تشكل تهديدًا لفرص تحقيق حل الدولتين، كما تسهم في تأجيج الوضع في المنطقة.
وشدد الأمير فيصل بن فرحان على أن السلام القائم على العدل وتلبية الاستحقاقات هو الضمان الوحيد لأمن جميع دول المنطقة، بما في ذلك أمن إسرائيل. وأكد على ضرورة أن يعمل الجميع على تحقيق هذا السلام الجاد والفاعل الذي يتضمن اتخاذ خطوات حقيقية نحو حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، داعيًا إلى العمل الجاد لتجنب التصعيد الإقليمي المستمر.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة العربية السعودية تتمسك بالسلام كخيار استراتيجي، مشيرًا إلى أن المملكة قد عبرت عن ذلك بوضوح منذ مبادرة الملك فهد للسلام في عام 1981، وكذلك من خلال مبادرة السلام العربية في 2002، وصولًا إلى القمة العربية الأخيرة في البحرين، فضلًا عن القمتين العربية الإسلامية المشتركة اللتين عُقدتا في الرياض. وأشار إلى إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، الذي يهدف إلى إيجاد خطوات عملية لتجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.
وحول سُبل إحلال السلام في المنطقة، أشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أن السلام يتطلب تمكينًا دوليًا ومواجهة حازمة من جميع الأطراف التي تعرقل جهود تحقيق السلام. وأضاف أن التمسك بمبادئ القانون الدولي، والتعامل بمكيال واحد، هو أمر ضروري للحفاظ على الأمن والاستقرار العالمي. وأكد أن التقاعس عن ذلك سيؤدي إلى "تآكل أسس النظام الدولي ومؤسساته".
وفيما يتعلق بالتداعيات الدولية على منطقة الشرق الأوسط، قال وزير الخارجية السعودي إن "منطقتنا ليست بمعزل عن تطورات البيئة الدولية، والعكس صحيح، فالأزمات والصراعات في المنطقة تتعدى آثارها حدودها وتؤثر بشكل كبير على الأمن والاستقرار الدولي، كما تشكل تهديدًا لسلامة الاقتصاد الدولي". وأضاف الأمير فيصل بن فرحان أن تحقيق الازدهار في المنطقة يعتمد بشكل كبير على استتباب الأمن، الذي لا يمكن تحقيقه إذا كان يأتي على حساب حقوق ومصالح دول وشعوب المنطقة.
وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أن الأزمات والحروب المستمرة قد أدت إلى وضع المنطقة على مفترق طرق، وأن تصحيح هذا المسار يتطلب تضافر الجهود لإنهاء النزاعات التي تخلف وراءها عشرات الآلاف من الضحايا والمصابين والمهجرين دون أن تحقق مصالح استراتيجية لأي طرف.