غزة تحت وطأة العدوان.. أزمة مائية كارثية تهدد الحياة وسط نقص حاد في الإمدادات
ؤأعلنت سلطة المياه الفلسطينية عن تقديراتها بأن الخسائر التي لحقت بقطاع المياه في قطاع غزة خلال العدوان المستمر على القطاع تتجاوز 80% من مرافق المياه الأساسية، بما في ذلك الآبار ومحطات الضخ، محطات التحلية، شبكات التوزيع، ومحطات الصرف الصحي.
وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، أكدت سلطة المياه أن استمرار عرقلة تشغيل ما تبقى من مرافق المياه أدى إلى نقص حاد في إمدادات المياه، فضلاً عن تدفق المياه العادمة في الشوارع، الأحياء السكنية، وتجمعات النازحين، مما يشكل تهديدًا كارثيًا على الصحة العامة والبيئة.
الآبار ومحطات التحلية
وأوضحت التقارير الدولية والأممية أن طاقة إنتاج الآبار تراجعت بشكل كبير لتصل إلى 10-20% من طاقتها السابقة، بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والآبار جراء القصف، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي الضروري لضخ المياه، وعدم توفر الوقود.
كما حذرت سلطة المياه من استمرار توقف محطات التحلية، وهي المصدر الرئيسي للمياه الصالحة للشرب، بسبب تعرضها لأضرار جسيمة نتيجة الاستهداف المباشر أو القصف في محيطها، بالإضافة إلى انقطاع إمدادات الطاقة. المحطات الثلاث الرئيسية التي تم استهدافها هي محطة تحلية الشمال (السودانية)، محطة تحلية الوسطى، ومحطة تحلية الجنوب. حيث توقفت الأولى تمامًا عن العمل، بينما انخفضت قدرة الثانية والثالثة بشكل كبير بسبب الأضرار التي لحقت بهما.
التدخلات الطارئة
منذ بداية العدوان، بذلت طواقم سلطة المياه جهودًا كبيرة لتوفير المياه للمواطنين في مراكز الإيواء والأماكن المزدحمة بالنازحين، وكذلك لتخفيف تدفق المياه العادمة بين التجمعات السكانية. تم تنفيذ عدة تدخلات أبرزها صيانة وصلات المياه الرئيسية من ميكروت، وهي تمثل 58% من إمدادات المياه في غزة، وأدى ذلك إلى توفير 37,500 متر مكعب يوميًا.
كما عملت سلطة المياه على صيانة الخطوط والشبكات الرئيسية لتوسيع نطاق الخدمة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل خان يونس، غزة، وشمال غزة. وفي شمال القطاع، جرى توزيع الوقود على الآبار لتشغيل ما بين 60-65 بئرا، مما أسهم في توفير نحو 40,000 متر مكعب يوميًا.
أزمة الوقود وتأثيرها على توفير المياه
وفيما يتعلق بأزمة الوقود، حذرت سلطة المياه من أن استمرار منع الاحتلال الإسرائيلي لدخول الوقود سيؤدي إلى توقف آبار المياه ومحطات الصرف الصحي عن العمل بشكل نهائي، مما سيزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. وأكدت أن أكثر من 95% من مرافق المياه والصرف الصحي في شمال غزة توقفت بسبب نفاد الوقود.
وفي هذا السياق، ناشدت سلطة المياه المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بالضغط على الجانب الإسرائيلي لإدخال الوقود اللازم لتشغيل هذه المرافق الحيوية.
الوضع الحالي
أشارت سلطة المياه إلى أن الوضع الحالي في قطاع غزة يشهد نقصًا حادًا في المياه، حيث أصبح توفير الحد الأدنى من المياه للإنسان - وفقًا لمنظمة الصحة العالمية - أمرًا بالغ الصعوبة، وقد بلغ المعدل الحالي للمياه 15 لترًا فقط للفرد يوميًا، وهو ما يمثل أقل من الحد الأدنى المطلوب للبقاء على قيد الحياة.
وأختتمت سلطة المياه بيانها محذرة من أن الوضع في قطاع غزة أصبح كارثيًا، حيث تواجه السكان أزمة خطيرة تهدد حياتهم بسبب نقص المياه، وسط جهود إغاثية متواصلة لتوفير الحد الأدنى من احتياجاتهم.