مفاوضات التهدئة في غزة.. عقبات مستمرة وفرص ضئيلة لاتفاق قريب
تستمر المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس حول التهدئة في قطاع غزة، حيث تواجه العقبات التي تعرقل التوصل إلى اتفاق شامل. ورغم وجود تقدم طفيف في المفاوضات التي يقودها الوسطاء، إلا أن هذا التقدم لم يحقق انفراجة كبيرة يمكن البناء عليها من أجل بدء المرحلة الأولى من التهدئة وتبادل الأسرى.
وتتركز أبرز الصعوبات في القضايا المتعلقة بتحديد أسماء وأعداد الأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين الذين من المتوقع الإفراج عنهم في مراحل صفقة التبادل. ووفقًا لتقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أكد مصدر إسرائيلي أنه على الرغم من استمرار المفاوضات، إلا أن التوقعات تشير إلى صعوبة التوصل إلى صفقة قريبة، في ظل عدم حصول إسرائيل على "قائمة الرهائن الأحياء" من حركة حماس. كما أضاف المصدر أن التقييمات الإسرائيلية ترجح أن الصفقة لن تتحقق خلال الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أن الأمل يعتمد على التغيير السياسي الذي قد يأتي مع تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الشهر المقبل.
وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن المفاوضات مع حماس قد حققت بعض التقدم، لكن القضايا الخلافية الأساسية لا تزال دون حل. هذا التباطؤ في التقدم أثار العديد من التوقعات السياسية، خاصة من جانب إسرائيل، التي تميل إلى وضع شروط جديدة في كل جولة من المفاوضات، خاصة فيما يتعلق بملف الرهائن في غزة والأسرى الفلسطينيين.
من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية أسعد غانم أن التقدم في المفاوضات بطيء للغاية، ولا يمكن أن يؤدي إلى اتفاق قريب للتهدئة. وأوضح أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قد لا يكون في عجلة من أمره لإتمام الصفقة، خصوصًا وأنه دفع في السابق ثمنًا باهظًا للإفراج عن أسير إسرائيلي واحد في غزة. كما أشار إلى أن نتنياهو يفضل تأجيل أي صفقة حتى يتسلم ترامب منصبه، وهو ما قد يمنح الزعيمين فرصة لتعزيز وضعهما السياسي من خلال التوصل إلى اتفاق يحقق لهما مكاسب كبيرة.
وفي الجهة المقابلة، يعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي جهاد حرب أن إسرائيل لا تسعى لإنهاء الحرب في غزة بشكل سريع، بل تستخدم الوضع السياسي لحركة حماس لتحقيق مكاسب أكبر. وحسب حرب، فإن حركة حماس هي الطرف الأكثر حاجة للتهدئة، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها على الصعيدين السياسي والعسكري. ومع ذلك، يعتقد أن حماس لن تقبل بالتنازل عن مطلب وقف الحرب نهائيًا، وهو ما يعتبر شرطًا أساسيًا لها لاستمرار تأثيرها على الساحة الفلسطينية والإقليمية.
في الختام، يرى المراقبون أن الضغط الدولي والإقليمي سيكون حاسمًا في تحريك المفاوضات، وأن تنصيب ترامب قد يشكل اللحظة المناسبة لإعلان أي اتفاق، مما قد يساعد في تحريك المياه الراكدة في المفاوضات المعقدة التي يشهدها قطاع غزة.