التوتر بين إسرائيل وحماس.. تباين المواقف وأسباب التصعيد العسكري في غزة
في الوقت الذي تسير فيه المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس نحو اتفاق تهدئة، ظهرت نقاط خلاف كبيرة قد تؤثر على التوصل إلى صفقة نهائية. رفض المسؤولون الإسرائيليون التنازل عن "محور فيلادلفيا" الذي يقع على الحدود بين غزة ومصر، في خطوة من شأنها أن تعرقل التقدم في المحادثات. ويأتي هذا الرفض على الرغم من التفاؤل الحذر الذي يبديه المسؤولون الإسرائيليون بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب.
نقاط الخلاف الرئيسية
حدّد المسؤولون العسكريون الإسرائيليون نقطتين رئيسيتين على جدول الخلافات مع حماس، الأولى تتعلق بقائمة الأسرى الأحياء التي لم تُرسل بعد إلى إسرائيل. هذه القائمة تعد أساسية لإحراز تقدم في المفاوضات، حيث ترغب إسرائيل في معرفة عدد الأسرى الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم. أما النقطة الثانية، فتتمثل في الانسحاب من "محور فيلادلفيا"، حيث أكدت إسرائيل أنها لن تقوم بالانسحاب الكامل، بل ستحتفظ بوجود عسكري في المنطقة لضمان أمنها.
مواقف متباينة
حماس ردت بأنها بحاجة لأسبوع إضافي لإعداد قائمة الأسرى، نظرًا لصعوبة التواصل مع الحراس في ظل الأوضاع الراهنة. كما أن إسرائيل تطالب بأن تتضمن هذه القائمة أسماء الجنود المختطفين، وهو ما ترفضه حماس بشكل قاطع. على الرغم من هذه التباينات، فإن مصادر في حماس أبدت استعدادها للتوصل إلى حل إذا أظهرت إسرائيل جديتها في المفاوضات.
التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة
في الوقت الذي تتقدم فيه المفاوضات، شهدت المنطقة تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي كثف عملياته في وسط قطاع غزة. هذا التصعيد أدى إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين، فضلاً عن إصدار أوامر إخلاء لبعض الأحياء في مخيم البريج. وهذا التصعيد العسكري أثار تساؤلات حول أهدافه في هذه المرحلة من المفاوضات.
استخدام العمليات العسكرية كورقة ضغط
يرى الخبير العسكري يوسف الشرقاوي أن إسرائيل تستخدم التصعيد العسكري كورقة ضغط على حماس لتقديم المزيد من التنازلات في المفاوضات. الشرقاوي أشار إلى أن إسرائيل تهدف من خلال هذه العمليات إلى زيادة التنازلات التي يمكن الحصول عليها، دون التسبب في انزلاق الوضع إلى حرب شاملة. ورغم أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر إخلاء، إلا أن العمليات العسكرية لم تشمل أحياء حيوية وسط القطاع حتى الآن.
حماس والتهدئة
من جانبها، تسعى حماس إلى تجنب التصعيد الواسع في وسط القطاع، حيث تعتبر هذه المنطقة نقطة انطلاق رئيسية في استراتيجيتها المستقبلية. وهذا التوجه دفعها إلى التعاون مع الوسطاء الإقليميين والدوليين، حيث يبدو أن حماس في الوقت الحالي تسعى لتجنب أي عملية عسكرية كبيرة قد تؤثر على قوتها في غزة.
التصعيد العسكري الإسرائيلي، في الوقت الذي تقترب فيه المفاوضات من مراحل حاسمة، يهدف إلى دفع حماس لتقديم تنازلات إضافية. ومع تعقيد نقاط الخلاف المتعلقة بالمختطفين والانخراط في عملية السلام، لا يزال الأفق مفتوحًا أمام احتمالات التوصل إلى اتفاق، لكن التوتر العسكري قد يكون له تأثير كبير على مجريات المفاوضات في الفترة المقبلة.