أفق السلام.. تفاصيل صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة
في سياق الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهراً في قطاع غزة، تقترب الأطراف المعنية من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مع تصاعد الجهود الدولية والمحلية لتحقيق التهدئة بين إسرائيل و حركة حماس. وفقاً للتقارير الصحفية الغربية والعبرية، يبدو أن الاتفاق المرتقب قد يتضمن عدة نقاط هامة من بينها الانسحاب الجزئي الإسرائيلي من بعض المناطق، بالإضافة إلى صفقة تبادل الأسرى التي كانت محوراً رئيسياً للمفاوضات.
الانسحاب الجزئي الإسرائيلي
أحد النقاط البارزة التي تم الاتفاق عليها هو انسحاب إسرائيلي جزئي من محور فيلادلفيا، الذي يمتد على الحدود بين قطاع غزة ومصر. يعتبر هذا المحور من النقاط الحساسة التي كانت محل نقاش طويل بين إسرائيل وحماس. وعلى الرغم من أن حماس كانت قد طالبت في السابق بانسحاب إسرائيلي كامل من هذه المنطقة، إلا أنها أبدت مرونة في هذه النقطة وتراجعت عن مطلبها جزئياً، مقابل عودة منظمّة لسكان قطاع غزة إلى شمال القطاع، وهو ما يعد تنازلاً من جانب الحركة.
تفكيك محور نتساريم
كما تنازلت حماس عن مطلب تفكيك محور نتساريم، الذي يفصل بين شمال وجنوب قطاع غزة. وفقاً للتقارير، فإن العائدين إلى الشمال سيتم فحصهم أمنياً من قبل الجيش الإسرائيلي عبر حواجز على محور نتساريم. وتهدف هذه الإجراءات إلى منع تسلل المسلحين إلى شمال قطاع غزة، وهو أمر كان يشكل مصدر قلق لإسرائيل، حيث أبدت حماس قبولها بوجود إسرائيلي في المنطقة حتى خلال فترة وقف إطلاق النار.
صفقة تبادل الأسرى
فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، يتضمن الاتفاق المرتقب إطلاق سراح عدة مئات من السجناء الفلسطينيين، بمن فيهم السجناء الأمنيين الذين يقضون محكوميات طويلة بسبب تورطهم في عمليات قتل ضد إسرائيليين. لكن النقطة الخلافية التي لا تزال عالقة تتعلق بمكان إطلاق سراح هؤلاء الأسرى. في حين تطالب حماس بأن يعود الأسرى إلى غزة والضفة الغربية، ترفض إسرائيل هذا وتفضل إبعادهم إلى دول ثالثة. وهذا يمثل أحد التحديات البارزة التي لم يتم التوصل إلى تسوية بشأنها بعد.
وقف إطلاق النار المؤقت
من بين بنود الاتفاق أيضاً هو إعلان وقف إطلاق النار المؤقت لمدة شهر ونصف. خلال هذه الفترة، من المقرر أن يتم إطلاق سراح العشرات من المختطفين الإسرائيليين بشكل تدريجي، حسبما أفادت التقارير. لكن ما يزال هناك غموض بشأن عدد المفرج عنهم والمواعيد المحددة لهذا الإطلاق.
التحديات المتبقية
رغم التقدم الواضح في مفاوضات وقف إطلاق النار، لا يزال هناك عدد من التحديات التي تواجه التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي. إحدى القضايا العالقة هي الالتزام الإسرائيلي بإنهاء الحرب بشكل نهائي، حيث ترفض إسرائيل أن يكون هناك تعهد ملزم بإنهاء الصراع، وتؤكد أنها ستستأنف القتال بمجرد أن ينتهي وقف إطلاق النار.
كذلك، تبقى مفاوضات الأسرى أحد العوامل الرئيسية التي ستحدد مصير الاتفاق. في حين قدمت حماس تنازلات كبيرة، مثل التراجع عن مطالبها السابقة بشأن انسحاب إسرائيل الكامل من بعض المناطق، فإنها لا تزال متمسكة بعدد من مطالبها المتعلقة بمصير الأسرى الفلسطينيين.
المخاوف من تجدد الحرب
بينما تظهر إسرائيل تفاؤلاً بتحقيق الاتفاق قبل تغيير الإدارة في الولايات المتحدة في 20 يناير 2024، فإنه لا يمكن التنبؤ بشكل كامل بنجاح هذا الاتفاق، خاصة في ظل تباين المطالب بين الطرفين، مما يجعل التهدئة في المستقبل القريب غير مؤكدة.