44976 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة
أعلنت الوكالة الرسمية الفلسطينية، اليوم الأحد، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44,976، أغلبهم من الأطفال والنساء، وذلك منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023. وأكدت الوكالة أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 106,759 جريحًا، في حين لا يزال العديد من الضحايا تحت الأنقاض.
وأضافت الوكالة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت خمس مجازر أسفرت عن استشهاد 46 مواطنًا، بالإضافة إلى إصابة 135 آخرين.
وفي سياق آخر، أصبح "التوك توك"، المركبة النارية ثلاثية العجلات، الوسيلة الأساسية للتنقل في قطاع غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار المفروض على القطاع منذ أكتوبر 2023. مع تدمير العديد من وسائل النقل العامة والخاصة، وتعذر توفير الوقود بسبب حصار الاحتلال، يجد سكان غزة أنفسهم مضطرين للركوب في "التوك توك" الذي بات يعكس معاناتهم اليومية في ظل الأوضاع الصعبة.
ازدحام وغياب الأمان
تشهد شوارع غزة حالة من الازدحام الشديد، حيث يتزاحم المواطنون للتمكن من الصعود على "التوك توك" للوصول إلى أماكنهم. وتفتقر هذه المركبات، التي تعمل على الغاز بعد نقص البنزين، لأبسط معايير السلامة، حيث لا توجد فيها مقاعد مخصصة للركاب، مما يضطرهم للوقوف طوال فترة الرحلة. كما أن "التوك توك" يفتقر إلى جوانب حماية، مما يعرض الركاب لخطر السقوط أو الاصطدام في الطريق.
المواطن سامي الحصري، الذي أصبح يعتمد بشكل رئيسي على "التوك توك" بسبب نقص وسائل النقل الأخرى، قال: "ننتظر أحيانًا ساعة أو أكثر من أجل العثور على وسيلة نقل، وغالبًا ما نجد أنفسنا مضطرين للركوب في "التوك توك"، رغم عدم توفر أدنى معايير الأمان". وأضاف أن السائقين غالبًا ما يضغطون على الركاب لركوب المركبة بغض النظر عن عددهم، من أجل تحقيق أرباح من كل رحلة.
معاناة المواطن مع تنقلات يومية
من جهته، تحدث حسام أبو عياش عن معاناته اليومية مع "التوك توك"، حيث أشار إلى أن الازدحام داخل المركبة يعرض الركاب لخطر الإصابات. وقال: "عندما أركب في التوك توك، أجد نفسي مع رجال ونساء وأطفال في نفس الوقت، وكلهم يحاولون الوصول إلى أماكنهم وسط هذا الازدحام، ما يعرضنا جميعًا للخطر".
وتابع أبو عياش: "التوك توك يضطر أحيانًا لحمل بضائع وأنابيب غاز، لكننا لا نملك خيارًا آخر، حيث نفضل ركوبه على ركوب عربة "الكارو" التي تجرها الحيوانات، رغم أن "التوك توك" يبقى أسرع وأكثر فعالية في الوصول إلى الوجهات".
صعوبات السائقين في مواجهة الواقع الاقتصادي
بالإضافة إلى معاناة المواطنين، يواجه سائقو "التوك توك" صعوبات اقتصادية شديدة. يوسف العطار، أحد سائقي "التوك توك"، قال: "كنت أستخدم المركبة لنقل البضائع، ولكن مع ندرة النقل وانخفاض الطلب، اضطررت لتحويلها إلى وسيلة نقل للركاب لتلبية احتياجاتي العائلية". وأوضح العطار أن ارتفاع أسعار الغاز جعل من الصعب الاستمرار في استخدام الوقود التقليدي، لذا تم تحويل المركبة للعمل على غاز الطهي.
السائق أحمد عويضة، تحدث أيضًا عن التحديات الاقتصادية التي يواجهها في تشغيل مركبته. وقال: "لقد حولت "التوك توك" الخاص بي للعمل على غاز الطهي بدلًا من البنزين المقطوع. ورغم ارتفاع أسعار الغاز، فهو لا يزال خيارًا أفضل من البنزين الذي اختفى من السوق لفترات طويلة وارتفعت أسعاره بشكل كبير".
التأثير المباشر للاحتلال على وسائل النقل
إلى جانب تأثير نقص الوقود، فإن العدوان الإسرائيلي على غزة أسفر عن تدمير آلاف المركبات والمعدات التابعة لأصحاب وسائل النقل العامة والخاصة. السائق محمد أبو حطب أشار إلى أنه اضطر لتعديل سيارته من أجل نقل الركاب بعد ارتفاع أسعار السولار بشكل غير معقول. وقال: "أسعار السولار ارتفعت بشكل جنوني، وأصبح السوق يعتمد على السوق السوداء لبيعه بأسعار خيالية، ما يزيد من الأعباء المالية على المواطنين".
وأضاف أبو حطب أن ارتفاع أجور النقل بسبب نقص الوقود يفاقم من معاناة السكان، حيث أصبح الركاب يضطرون لدفع أجور مرتفعة، بل قد تصل إلى أضعاف الأسعار السابقة، خصوصًا في حالات الإخلاء التي تفرضها قوات الاحتلال من حين لآخر.
"التوك توك" في ظل هذه الأزمات: الخيار الأسرع والأقل تكلفة
في ظل هذا الواقع، يظل "التوك توك" الخيار الأسرع والأقل تكلفة بالنسبة للعديد من سكان غزة، رغم المخاطر المرتبطة باستخدامه. عبد الله الأسطل، صاحب عربة "كارو"، أكد أن الركاب يفضلون استخدام "التوك توك" لأنه أسرع من عربات "الكارو"، خصوصًا في المناطق المكتظة أو ذات الطرق الرملية. وقال: "الركاب يختارون "التوك توك" في الأماكن التي يصعب التنقل فيها، لأن سرعة الوصول تظل أفضل من وسائل النقل الأخرى".