أزمة إنسانية متفاقمة في رفح.. وضغوط داخلية على حكومة نتنياهو

تتجه الأوضاع الإنسانية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة نحو كارثة غير مسبوقة، مع استمرار القصف الإسرائيلي والحصار المشدد الذي يعيق عمليات الإغاثة والإنقاذ.
كشف المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، في تصريحات لقناة الجزيرة، أن الجيش الإسرائيلي يحاصر آلاف المدنيين، مشيرًا إلى وجود جثامين في الشوارع لا تستطيع فرق الإنقاذ الوصول إليها بسبب الاستهداف المباشر الذي تتعرض له الطواقم أثناء عملها.
وأضاف أن مصير 50 ألف مواطن في رفح ما زال مجهولًا، في ظل انقطاع الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء، وغياب المساعدات الإنسانية نتيجة استمرار العمليات العسكرية.
كما أكد الدفاع المدني أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار مباشرة على فرق الإنقاذ أثناء محاولتها إجلاء الضحايا والمصابين، مما يعطل جهود الإغاثة ويضاعف من معاناة المدنيين المحاصرين، الذين يجدون أنفسهم بين نيران القصف والجوع وانعدام الخدمات الطبية.
شهدت خربة جنبا في مسافر يطا جنوب الخليل اليوم الجمعة اعتداءً جديدًا من قبل مستوطنين مسلحين استهدف رعاة الأغنام والسكان المحليين، ما أدى إلى إصابة خمسة مواطنين بجروح وكسور.
اعتداء عنيف على الرعاة والسكان
هاجم مجموعة من المستوطنين المسلحين ماهر أحمد محمد ونجله الطفل أسامة أثناء رعي الأغنام في خربة جنبا، حيث تعرضا للضرب المبرح مما أدى إلى إصابتهما برضوض وجروح.
ولم يتوقف الاعتداء عند هذا الحد، إذ وسّع المستوطنون هجومهم ليشمل سكان الخربة، حيث اعتدوا على المواطنين بالضرب، ما أسفر عن إصابة كل من عزيز شحدة العمور ونجله الطفل أحمد بكسور وجروح، بالإضافة إلى رجل مسن يبلغ من العمر 70 عامًا. وتم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
اقتحام إسرائيلي وتدمير للممتلكات
وعقب الاعتداء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخربة، وقامت بمداهمة منازل المواطنين وتدمير محتويات عدد منها، كما احتجزت السكان ونكّلت بهم بدلاً من حماية الضحايا من اعتداءات المستوطنين.
تصعيد مستمر في مسافر يطا
وتأتي هذه الحادثة في إطار تصاعد هجمات المستوطنين في مسافر يطا، حيث يتعرض رعاة الأغنام والمزارعون لاعتداءات متكررة تستهدف ممتلكاتهم وأرزاقهم. وتتم هذه الهجمات بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لدفع السكان إلى الرحيل القسري، تمهيدًا لتوسيع المشاريع الاستيطانية في المنطقة.
ضغوط متزايدة على نتنياهو بسبب الأسرى الإسرائيليين
وفي سياق متصل، تصاعدت الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث اتهمته هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بـ"إدارة ظهره" للجنود المحتجزين، معتبرة أنه يضحي بمصيرهم للحفاظ على استقرار حكومته.
وفي بيان رسمي، شددت الهيئة على أن "الضغط الجماهيري الحازم وحده هو الذي سيعيد الأسرى"، في إشارة إلى خيبة الأمل المتزايدة بين عائلات الجنود، الذين يشعرون بأن قضيتهم لم تعد أولوية للحكومة الإسرائيلية.
وأكدت الهيئة ضرورة التحرك الفوري لإعادة الأسرى، رافضة أي صفقات جزئية قد تؤدي إلى الإبقاء على بعضهم رهن الاحتجاز، في ظل تعقيد المشهد السياسي والعسكري الحالي.
تفاقم الأزمة وغياب الحلول السياسية
يأتي هذا التصعيد في ظل انسداد الأفق الدبلوماسي، إذ لا تزال الجهود الدولية غير قادرة على تحقيق أي اختراق في ملف التهدئة، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية داخل قطاع غزة، مع تحذيرات من كارثة إنسانية قد تتجاوز كل الأزمات السابقة.
وفيما تستمر عمليات القصف والحصار، تواجه حكومة نتنياهو تصاعدًا في الضغوط الداخلية والخارجية، سواء بسبب الوضع في غزة أو بسبب الملفات الداخلية التي تعكس حالة عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، مما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا في المرحلة المقبلة.