اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

2.3 مليون فلسطيني يعيشون في الظلام.. غزة تحت الحصار والتهديدات الإسرائيلية

الاحتلال
الاحتلال

تعيش غزة تحت وطأة القلق والرعب، حيث أدى تعثر المفاوضات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار إلى تصاعد المخاوف من عودة المواجهات العسكرية. وقد زادت معاناة 2.3 مليون فلسطيني مع إعلان إسرائيل قطع إمدادات الكهرباء المتبقية عن القطاع، ما جعل غزة تغرق في ظلام دامس، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
ويعتمد معظم سكان القطاع على مولدات تعمل بالديزل لتوفير الحد الأدنى من الكهرباء، لكن شح الوقود يهدد حتى هذا المصدر البديل، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
تصعيد عسكري وتهديد بعملية واسعة النطاق
وسط الجمود الدبلوماسي، تشير تقارير إلى أن إسرائيل تستعد لتنفيذ عملية عسكرية برية وجوية "هائلة" في حال فشل الوصول إلى اتفاق جديد مع حماس. ووفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن الخطط تشمل هجمات مكثفة على غزة خلال الأسابيع القادمة، مما قد يؤدي إلى توسيع نطاق الدمار والمعاناة الإنسانية.
وقال إيلي كوهين، وزير الطاقة الإسرائيلي، إن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل المتاحة لإعادة جميع الرهائن الإسرائيليين، مضيفًا أن حماس لن تبقى في غزة بعد الحرب، وهو ما يعكس نوايا إسرائيلية لإعادة رسم المشهد السياسي والأمني في القطاع.
كارثة تلوح في الأفق
رغم الجهود المستمرة من منظمات الإغاثة، يبقى الوضع في غزة كارثيًا. فقد تمكنت بعض المنظمات الدولية من إعادة تأهيل المدارس والعيادات، وإنشاء مخابز، وتخزين كميات محدودة من الوقود، لكنها لا تزال غير كافية لتغطية احتياجات السكان.
وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية:
"نواجه تدهورًا سريعًا... هناك الكثير من الأنقاض ولا يوجد سوى عدد قليل من الجرافات، نحاول جمع رفات العائلات من تحت الركام رغم نقص المعدات، لكن الناس يحاولون بأي وسيلة ممكنة".
كما كشف عن أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل أكثر من 48 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، فضلًا عن تدمير مساحات شاسعة من غزة.
الخلافات الدولية حول مستقبل غزة
تشهد الساحة السياسية انقسامًا واضحًا بشأن مستقبل غزة بعد الحرب، حيث تتعارض الرؤى بين الولايات المتحدة وإسرائيل في بعض النقاط المحورية.
وقال زيف فاينتوش، رئيس الأبحاث في جلوبال جارديان، إن حماس لا تزال متمسكة بأهدافها المتمثلة في:
إفشال تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية
عزل إسرائيل دبلوماسيًا
توسيع الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي
الاحتفاظ بالسيطرة على غزة
وفي ظل هذه المعطيات، تعثرت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى سد الفجوة بين إسرائيل وحماس، حيث بات هناك خطتان متنافستان بشأن مستقبل القطاع بعد انتهاء الحرب.
مخاوف سكان غزة: بين الأمل والرعب
على الأرض، يسيطر الإحباط والخوف على الفلسطينيين في غزة.
قالت ألماظة المصري، ممرضة من شمال غزة:
"للأسف، لا يهتم أي طرف في المفاوضات بما يحدث لنا. نحن لا نريد الحرب، نريد فقط العيش بسلام".
أما رنان الأشقر، التي تعمل في وزارة التربية والتعليم، فقد عبّرت عن مشاعر مختلطة:
"أنا سعيدة لأن القتال توقف، لكنني أشعر بقلق شديد من أن تعود الحرب في أي لحظة... أتابع الأخبار باستمرار خوفًا مما قد يحدث".
التحليل السياسي: إسرائيل تسعى لتمديد المرحلة الأولى من الهدنة
يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إسرائيل تتخوف من تبعات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، حيث إنها قد تؤدي إلى:
إنهاء حالة الحرب رسميًا، وهو ما ترفضه إسرائيل حاليًا.
البدء في إعادة إعمار غزة، مما يعني فقدان إسرائيل لورقة الضغط على حماس.
تعزيز موقف الفصائل الفلسطينية في أي تسوية سياسية قادمة.
كما أوضح فهمي أن واشنطن تسعى لتمديد الهدنة إلى ما بعد الأعياد، بهدف الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى والمعتقلين، بينما تسعى إسرائيل إلى المماطلة لتجنب التوصل إلى حل دائم.
إعادة الإعمار والهجرة الطوعية: خطط إسرائيلية بديلة؟
أشار فهمي إلى أن هناك مستجدات جديدة قد تُغيّر قواعد اللعبة، وهي:
العلاقة العلنية بين حماس وأمريكا، حيث أصبحت هناك مفاوضات مباشرة بشأن تبادل الأسرى.
التباين في الموقف الأمريكي والإسرائيلي حول شروط التسوية النهائية.
الدعم العربي لإعادة إعمار غزة، والذي قد يصل إلى 53 مليار دولار.
فتح إسرائيل باب "الهجرة الطوعية" لسكان غزة، مما يثير مخاوف من تنفيذ خطة تهجير تدريجية تحت غطاء إنساني.