تصعيد إسرائيلي جديد في غزة.. أوامر إخلاء وقصف واسع وسط أزمة إنسانية متفاقمة

يواصل الجيش الإسرائيلي تصعيده العسكري في قطاع غزة، حيث جدد أوامر الإخلاء الفوري في مناطق رئيسية، من بينها بيت حانون وخربة خزاعة وعبسان، في خطوة تعكس توجهًا نحو توسيع نطاق العمليات القتالية. هذه الأوامر، التي جاءت مصحوبة بتحذيرات رسمية للسكان من مغبة البقاء في منازلهم، تشير إلى تصعيد قد يؤدي إلى موجة نزوح واسعة، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في القطاع.
وفي سياق العمليات العسكرية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف موقع عسكري تابع لحركة حماس شمال غزة، زاعمًا أنه كان يُستخدم للتحضير لهجمات صاروخية. يأتي ذلك في ظل حملة قصف مكثفة استؤنفت مؤخرًا بعد انتهاء هدنة استمرت شهرين، ما يشير إلى توجه نحو تصعيد طويل الأمد قد يمتد ليشمل مناطق أوسع.
على الجانب الآخر، أفادت مصادر فلسطينية بحدوث قصف مدفعي مكثف استهدف مناطق مختلفة، من بينها شرق مخيم البريج ووسط وجنوب رفح، ما يعكس نطاق العمليات الواسع الذي تتبعه إسرائيل في غزة. هذه الضربات، التي تتجاوز المواقع العسكرية إلى مناطق مدنية، تزيد من المخاوف بشأن تدهور الوضع الإنساني.
إعلان الجيش الإسرائيلي عن استئناف الحرب في غزة أدى إلى حصيلة دموية مرتفعة، حيث تشير التقارير الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية إلى مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة أكثر من 500 آخرين خلال الساعات الماضية. هذه الأرقام تعكس حجم المأساة الإنسانية الناجمة عن القصف المستمر، وتثير تساؤلات حول مستقبل الأوضاع في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن قطاع غزة مقبل على مرحلة جديدة من المواجهة، مع استمرار العمليات العسكرية واتساع نطاق الاستهداف، ما يضع المجتمع الدولي أمام تحدٍّ جديد بشأن قدرته على التدخل لوقف التصعيد ومنع تفاقم الكارثة الإنسانية.
حصار خانق وتهجير قسري
لليوم الـ52 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال حملتها العسكرية في مدينة طولكرم ومخيمها، بينما يستمر الحصار المفروض على مخيم نور شمس لليوم الـ39. عمليات الاقتحام الواسعة أسفرت عن تهجير سكان العديد من أحياء المخيم، حيث تم تفريغ معظم مناطق المخيم بعد إجبار 12 ألف لاجئ على مغادرته.
تشمل ممارسات الاحتلال في طولكرم ونور شمس تحويل المنازل المهجورة إلى ثكنات عسكرية، واقتحام المحال التجارية والمساجد، وسرقة وتخريب محتوياتها. كما أن البنية التحتية للمخيمين تعرضت لتدمير ممنهج، مع تجريف الطرق وهدم المنشآت المدنية، مما أدى إلى قطع الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي.
58 يومًا من الدمار والتجريف
تواجه مدينة جنين ومخيمها عدوانًا متواصلاً منذ 58 يومًا، شمل عمليات تجريف شاملة أدت إلى إزالة 100% من شوارع المخيم و80% من شوارع المدينة، وفقًا لبلدية جنين. كما أجبر الاحتلال سكان 3200 منزل على النزوح القسري.
الاعتداءات شملت اقتحامات متكررة واشتباكات عنيفة، إلى جانب تحويل مناطق واسعة إلى مواقع عسكرية مغلقة. كما أقدم الجنود على حرق منازل، واستهداف سيارات مدنية بالرصاص الحي، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم 34 شهيدًا وعشرات المعتقلين.
اغتيالات واعتقالات متواصلة
في نابلس، صعّدت قوات الاحتلال من عملياتها العسكرية، حيث نفذت اقتحامات متزامنة لمخيمات العين وبلاطة وعسكر. وخلال اقتحام مخيم العين، أطلقت وحدة "المستعربين" الرصاص الحي على مركبة مدنية، مما أدى إلى استشهاد الشاب عدي عادل القاطوني. كما أصيب ثلاثة آخرون، أحدهم بطلق ناري في البطن واليد.
كما نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات شملت العديد من الشبان من مخيمات بلاطة وعسكر والمناطق المحيطة، إلى جانب مداهمة المنازل وتفتيشها وتخريب محتوياتها.