اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

تصعيد في الضفة الغربية.. الاحتلال الإسرائيلي يدمر طولكرم وجنين ونابلس

العدوان الإسرائيلي
العدوان الإسرائيلي

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدن ومخيمات الضفة الغربية، مع تصعيد غير مسبوق في عمليات الهدم والتجريف والتهجير القسري، خاصة في طولكرم وجنين ونابلس. هذا التصعيد العسكري المستمر يعكس استراتيجية تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض من خلال إخلاء المخيمات من سكانها وتحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة.
حصار خانق وتهجير قسري
لليوم الـ52 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال حملتها العسكرية في مدينة طولكرم ومخيمها، بينما يستمر الحصار المفروض على مخيم نور شمس لليوم الـ39. عمليات الاقتحام الواسعة أسفرت عن تهجير سكان العديد من أحياء المخيم، حيث تم تفريغ معظم مناطق المخيم بعد إجبار 12 ألف لاجئ على مغادرته.
تشمل ممارسات الاحتلال في طولكرم ونور شمس تحويل المنازل المهجورة إلى ثكنات عسكرية، واقتحام المحال التجارية والمساجد، وسرقة وتخريب محتوياتها. كما أن البنية التحتية للمخيمين تعرضت لتدمير ممنهج، مع تجريف الطرق وهدم المنشآت المدنية، مما أدى إلى قطع الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي.
58 يومًا من الدمار والتجريف
تواجه مدينة جنين ومخيمها عدوانًا متواصلاً منذ 58 يومًا، شمل عمليات تجريف شاملة أدت إلى إزالة 100% من شوارع المخيم و80% من شوارع المدينة، وفقًا لبلدية جنين. كما أجبر الاحتلال سكان 3200 منزل على النزوح القسري.
الاعتداءات شملت اقتحامات متكررة واشتباكات عنيفة، إلى جانب تحويل مناطق واسعة إلى مواقع عسكرية مغلقة. كما أقدم الجنود على حرق منازل، واستهداف سيارات مدنية بالرصاص الحي، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم 34 شهيدًا وعشرات المعتقلين.
اغتيالات واعتقالات متواصلة
في نابلس، صعّدت قوات الاحتلال من عملياتها العسكرية، حيث نفذت اقتحامات متزامنة لمخيمات العين وبلاطة وعسكر. وخلال اقتحام مخيم العين، أطلقت وحدة "المستعربين" الرصاص الحي على مركبة مدنية، مما أدى إلى استشهاد الشاب عدي عادل القاطوني. كما أصيب ثلاثة آخرون، أحدهم بطلق ناري في البطن واليد.
كما نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات شملت العديد من الشبان من مخيمات بلاطة وعسكر والمناطق المحيطة، إلى جانب مداهمة المنازل وتفتيشها وتخريب محتوياتها.
الأهداف الإسرائيلية
هذا التصعيد العسكري الشامل في طولكرم وجنين ونابلس يعكس استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى:
تفريغ المخيمات من سكانها عبر التهجير القسري، وفرض واقع ديموغرافي جديد.
إحكام السيطرة الأمنية بتحويل الأحياء السكنية إلى مناطق عسكرية مغلقة.
كسر المقاومة الفلسطينية من خلال الضغط الممنهج على السكان واعتقال النشطاء.
تدمير البنية التحتية وإضعاف البيئة المدنية والاقتصادية للمناطق المستهدفة.

يستمر الاحتلال في فرض واقع دموي على الضفة الغربية، وسط تصاعد عمليات القتل والاعتقال والتدمير. هذه السياسات التي تستهدف التهجير القسري والتغيير الجغرافي، تعيد إلى الأذهان مخططات الاقتلاع التي انتهجتها إسرائيل منذ نكبة 1948. لكن رغم شدة العدوان، تبقى صمود الفلسطينيين في مخيماتهم ومدنهم عقبة أمام تحقيق أهداف الاحتلال.

موضوعات متعلقة