تصعيد إسرائيلي.. هجوم مكثف على غزة واستهداف مباشر للمدنيين

صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها على قطاع غزة، حيث تقدمت آلياتها، صباح الجمعة، في المناطق الغربية لمدينة بيت لاهيا، وسط إطلاق نار مكثف وقصف مدفعي.
ووفق شهود عيان، فإن المدفعية الإسرائيلية قصفت المدينة التي تعاني من دمار هائل بسبب العدوان المستمر. كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلاً في حي تل الهوى جنوب غرب غزة، بينما تعرض منزل الصحفي حسام التيتي للقصف، ما أدى إلى استشهاده مع زوجته وابنته.
في الوقت ذاته، استهدفت المدفعية الإسرائيلية منازل المدنيين في حي تل السلطان بمدينة رفح، فيما أسفر القصف المكثف منذ فجر الخميس عن استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 133 آخرين.
اجتياح بري في رفح وتوسيع العمليات العسكرية
أعلن جيش الاحتلال، بدء عملية برية موسعة في رفح وجنوب غزة، مؤكداً تدمير البنية التحتية في المنطقة. كما وسّع عملياته باتجاه محور الساحل في بيت لاهيا، مع فرض قيود على تنقل المواطنين، وإغلاق محور صلاح الدين بين شمال غزة وجنوبها.
عدوان مستمر على طولكرم ومخيم نور شمس
بالتوازي مع التصعيد في غزة، تواصل قوات الاحتلال عمليات الاقتحام والتدمير في طولكرم ومخيماتها، حيث دخل العدوان يومه الـ54 في المدينة، والـ41 في مخيم نور شمس.
شنت قوات الاحتلال حملات مداهمة واعتقالات في أحياء ذنابة والعزب واكتابا، واعتقلت عدة شبان، كما أجبرت سكان ثلاثة مبانٍ سكنية في طولكرم على المغادرة وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
نزوح قسري وتدمير ممنهج
في مخيم نور شمس، هدمت قوات الاحتلال منازل وأحياء كاملة، وشردت الآلاف ضمن سياسة تهدف إلى طمس هوية المخيم وتغيير جغرافيته، وسط حصار خانق يمنع الحركة تماماً داخل المدينة.
أسفر العدوان المستمر على طولكرم ومخيماتها عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان، وإصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 24 ألف شخص، إضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل والمتاجر، وتحويل شوارع وأحياء بأكملها إلى مناطق عسكرية مغلقة.
نتنياهو العائق الوحيد
كما أكدت حركة حماس، اليوم الجمعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو العائق الحقيقي أمام أي صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.
وحثَّت حماس، في بيان، المسؤولين الأمريكيين على التوقف عن تحميل الحركة مسؤولية تعطل الاتفاقات «وتوجيه الاتهام لنتنياهو ومسؤوليته المباشرة عن استمرار معاناة الأسرى وعائلاتهم».
وشدَّدت الحركة على أن السبيل الوحيد للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين هو «وقف العدوان والعودة للمفاوضات وتنفيذ اتفاق (وقف إطلاق النار في غزة) بعيداً عن المناورات السياسية الفاشلة».
وأفادت إذاعة «الأقصى» الفلسطينية، اليوم، بأن مجموعة من آليات الجيش الإسرائيلي توغَّلت في حي تل السلطان، الواقع في غرب رفح بجنوب غزة، بينما توغَّلت آليات أخرى في العطاطرة في بيت لاهيا بشمال القطاع.
وبعد هدنة هشّة استمرّت لشهرين، استأنفت إسرائيل، الثلاثاء، قصفها العنيف للقطاع وباشرت، الأربعاء، عمليات برية جديدة؛ للضغط على الحركة لتفرج عن الرهائن المتبقين.
يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي الواسع وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية متفاقمة، خصوصاً مع تدهور الأوضاع في غزة وطولكرم، في ظل استمرار الحصار وقطع الإمدادات الطبية والإنسانية.