التصعيد الإسرائيلي في غزة والضفة.. مجازر ودمار وتهجير قسري مستمر

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانها في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث تستمر المجازر بحق المدنيين، إلى جانب عمليات القصف والتجريف والاعتقال والنزوح القسري. وتكشف هذه العمليات عن استراتيجية إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى فرض واقع جديد من التهجير والتدمير، وسط صمت دولي وتواطؤ واضح من بعض الأطراف.
مجازر متواصلة واستهداف للمدنيين
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في غزة، راح ضحيتها 14 شهيدًا بينهم نساء وأطفال، بعد قصف عنيف استهدف منزلًا لعائلة عوض في حي الزيتون جنوب شرق المدينة. ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن مزيد من الضحايا تحت الركام، في ظل محدودية الإمكانيات نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع.
وامتد العدوان إلى مناطق أخرى، حيث استهدفت طائرات الاحتلال تجمعًا للمواطنين في بلدة الشوكة شرق رفح، ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة آخرين. كما أصيب مواطنان، أحدهما طفلة، جراء قصف استهدف منزلًا لعائلة البريم في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.
وفي سياق سياسة التدمير الممنهج، شهدت محافظة الشمال وحي تل السلطان غرب رفح عمليات قصف مكثف، استخدمت فيها قوات الاحتلال المتفجرات لهدم أبنية سكنية، مما زاد من معاناة المدنيين الذين يواجهون نزوحًا قسريًا وسط انعدام الأمن والمأوى.
الضفة.. حصار وتجريف وتهجير مستمر
جنين.. مخيم يحترق ونازحون بلا مأوى
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ67 على التوالي، حيث تصاعدت عمليات التجريف والهدم وحرق المنازل، إضافة إلى تحويل عدد من البيوت إلى ثكنات عسكرية. وقد أدت هذه العمليات إلى نزوح نحو 21 ألف مواطن، مما يشكل واحدة من أكبر موجات النزوح القسري في الضفة الغربية منذ عقود.
وشهد فجر اليوم اعتقال خمسة مواطنين خلال عمليات دهم وتفتيش في بلدات المحافظة، إذ حاصرت قوات الاحتلال منزل عبد الكريم ربايعة في ميثلون واعتقلته بعد إطلاق النار عليه، كما اعتُقل آخرون من قرى عنزا ومركة. وتستمر الاعتقالات شبه اليومية، في إطار حملة استنزاف ممنهجة تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني.
رئيس بلدية جنين أكد في تصريح صحفي أن 3,250 وحدة سكنية في مخيم جنين باتت غير صالحة للسكن بفعل الدمار الناجم عن العدوان الإسرائيلي، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة والمخيم. وقد أسفر هذا العدوان المستمر عن 34 شهيدًا وعشرات الجرحى، فضلًا عن عمليات التخريب والاعتقال العشوائية.
طولكرم.. حصار الأسواق والطرقات وإرهاب المدنيين
تخضع مدينة طولكرم ومخيمها لحصار عسكري خانق لليوم الـ61 على التوالي، فيما يواصل الاحتلال تدمير مخيم نور شمس منذ 48 يومًا. وشهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا خطيرًا، تمثل في اقتحام الأسواق والمحال التجارية، حيث اعتدت القوات الإسرائيلية على سوق الذهب وسط المدينة، ومنعت حركة المواطنين والمركبات، وأجبرت السكان على مغادرة السوق تحت تهديد السلاح.
كما طالت الاعتداءات المحال التجارية، حيث اقتحمت قوات الاحتلال محل "أبو شنارة" للمواد الزراعية، وخلعت بوابته ودمرت محتوياته، بالإضافة إلى مداهمة وتخريب "محل الجلاد للأسمدة" في الحي الشرقي.
ولم يقتصر العدوان على ذلك، بل عمدت قوات الاحتلال إلى إغلاق الطرق الرئيسية، ووضع حواجز طيارة في عدة مواقع، خصوصًا في محيط دوار فرعون جنوبًا، ما أدى إلى عزل المدينة وتقييد حركة المواطنين.
وفي ظل هذا التصعيد، استمر نزوح سكان حارتي الحدايدة والربايعة في مخيم طولكرم بعد تعرضهم لعمليات اقتحام مكثفة، في حين أغلقت قوات الاحتلال مداخل مخيم نور شمس بالسواتر الترابية، وحوّلت عشرات المنازل إلى نقاط عسكرية، ضمن سياسة تهدف إلى فرض واقع أمني جديد يخدم خطط الاحتلال التوسعية.
التعليم في ظل العدوان.. تحديات مستمرة
رغم الحصار والدمار، أعلنت مديرية التربية والتعليم في طولكرم عن استئناف التعليم الوجاهي في المدينة والضواحي اعتبارًا من 6 أبريل، بعد شهرين من التحول إلى التعليم الإلكتروني بسبب العدوان. ويأتي هذا القرار في ظل دمار واسع طال المدارس والبنية التحتية، ما يطرح تحديات كبيرة أمام العملية التعليمية.
النتائج الكارثية للعدوان الإسرائيلي
أسفر العدوان الإسرائيلي المستمر على طولكرم ومخيمها عن استشهاد 13 مواطنًا بينهم طفل وامرأتان، إضافة إلى نزوح أكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، وتدمير 396 منزلًا بشكل كامل و2573 منزلًا جزئيًا، ناهيك عن تدمير البنية التحتية وإغلاق مداخل المخيمات بالسواتر الترابية، ما يزيد من معاناة السكان المحاصرين.