وزير الخارجية المصري: القاهرة تدعم المؤسسات الوطنية السودانية

استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، نظيره السوداني الدكتور علي يوسف الشريف، لبحث مستجدات العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات المتسارعة في السودان، خصوصًا في ضوء إعلان الجيش السوداني تحرير الخرطوم. تأتي هذه الزيارة في سياق دبلوماسي حساس، حيث تشهد البلاد تحولات سياسية وعسكرية قد تؤثر على استقرار الإقليم بأسره.
موقف مصر الثابت ودعمها للسودان
أكد السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الوزير عبد العاطي شدد خلال اللقاء على تضامن مصر الكامل مع السودان الشقيق، في إطار العلاقات التاريخية والروابط العميقة بين البلدين. وأعرب عن دعم القاهرة للمؤسسات الوطنية السودانية، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة السودان، وهو موقف يعكس ثبات الرؤية المصرية تجاه الأزمة السودانية، حيث تدعم الدولة المصرية أي مسار يضمن الاستقرار الداخلي ويحافظ على تماسك مؤسسات الدولة.
التطورات الميدانية وانعكاساتها على المشهد الإقليمي
حرص وزير الخارجية المصري على الاطلاع على آخر المستجدات الميدانية، لا سيما بعد إعلان الجيش السوداني فرض سيطرته على الخرطوم، ما يمثل تحولًا استراتيجيًا في النزاع الدائر. هذه التطورات جاءت بعد عمليات عسكرية مكثفة استهدفت تحرير المواقع السيادية في العاصمة، وعلى رأسها القصر الجمهوري، مقر القيادة العامة، ومطار الخرطوم، ما أدى إلى تحجيم نفوذ الميليشيات المسلحة داخل المدينة.
في المقابل، لا تزال هناك تحديات ميدانية أخرى، خاصة بعد هجوم قوات الدعم السريع على منطقة المالحة الاستراتيجية في شمال دارفور، وهو ما يعيد تشكيل خارطة السيطرة العسكرية، ويعكس محاولات الميليشيات لتعويض خسائرها في الخرطوم بفرض نفوذها على مناطق جديدة غرب البلاد.
البعد الإقليمي والدولي للأزمة
شهد اللقاء مناقشة الجهود الإقليمية والدولية لدعم السودان، إذ تسعى مصر لتنسيق الجهود مع الأطراف الفاعلة، سواء داخل القارة الأفريقية أو على المستوى الدولي، لضمان عدم تحول السودان إلى ساحة صراع إقليمي، خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بين الخرطوم وبعض الدول المجاورة حول تقديم الدعم العسكري للميليشيات المسلحة.
إضافة إلى ذلك، تأتي هذه التحركات الدبلوماسية في وقت تصاعدت فيه المخاوف من انزلاق السودان إلى سيناريو التقسيم الفعلي، مع تزايد المؤشرات على إعادة رسم خطوط المواجهة بشكل قد يؤدي إلى ترسيم حدود جديدة للصراع.
مستقبل الأزمة ومسارات الحل
رغم الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش السوداني في الخرطوم، إلا أن الصراع لم يصل إلى نقطة الحسم النهائي، خاصة مع استمرار سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء من غرب السودان، مما يعقد جهود التوصل إلى تسوية شاملة. ويطرح هذا الوضع عدة سيناريوهات للمستقبل:
تعزيز الحسم العسكري: من خلال استمرار الجيش في توسيع نطاق عملياته لاستعادة السيطرة على المناطق التي ما زالت تخضع للميليشيات، خاصة دارفور.
الحل السياسي المشروط: عبر إطلاق مفاوضات بين الأطراف السودانية، شريطة أن تتم تحت مظلة مؤسسات الدولة الشرعية، دون منح شرعية للميليشيات.
التدخل الإقليمي والدولي: من خلال مبادرات تهدف إلى وقف القتال، لكنها قد تصطدم بتباين المواقف بين القوى الإقليمية والدولية حول طبيعة الحل الأنسب.