مصر: ندعم لبنان وتدعو للالتزام بقرار مجلس الأمن 1701
في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز العلاقات المصرية-اللبنانية، أجرى وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره اللبناني، يوسف رجى، اليوم الخميس، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، إلى جانب مناقشة تطورات الوضع في لبنان.
تعزيز التعاون وإعادة الإعمار
أعرب عبد العاطي عن تطلع مصر إلى تعزيز التعاون مع لبنان، مؤكدًا استعداد القاهرة للمساهمة في عملية إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية، وذلك في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها لبنان. كما شدد على أهمية انعقاد اللجنة المشتركة العليا بين البلدين في أقرب وقت ممكن، باعتبارها منصة مهمة لتعزيز التعاون المشترك.
الموقف المصري من التحديات الأمنية في لبنان
على الصعيد الأمني، أكد الوزير المصري دعم بلاده للبنان في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة، مشددًا على رفض القاهرة لأي تحركات تهدد أمن واستقرار البلاد. كما جدد موقف مصر الداعي إلى ضرورة الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، داعيًا إلى انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل وفوري دون أي انتقاص، بما يتيح للجيش اللبناني تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.
الدعوة إلى التنفيذ المتزامن للقرار 1701
في هذا السياق، أكد عبد العاطي على ضرورة التطبيق الكامل والمتزامن للقرار من جميع الأطراف، مشيرًا إلى أن الانتقائية في تنفيذ بنوده تؤدي إلى تعقيد الأوضاع بدلاً من حلها. وأكد أن مصر ستواصل تقديم كافة أشكال الدعم للبنان حكومةً وشعبًا، بهدف تحقيق الاستقرار والتقدم.
السياق العام للأزمة اللبنانية
يأتي هذا الاتصال في وقت يشهد فيه لبنان تصاعدًا في التوترات الأمنية، خصوصًا في الجنوب، على خلفية التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، وسط مطالبات دولية بضرورة ضبط النفس والالتزام بالاتفاقيات الدولية. كما أن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بلبنان، زادت من تعقيد المشهد، مما يستدعي جهودًا إقليمية ودولية لدعم البلاد في تجاوز هذه المرحلة الحرجة.
ومن هذا المنطلق، تسعى القاهرة إلى لعب دور محوري في دعم الاستقرار اللبناني، سواء من خلال المساهمة في جهود الإعمار أو عبر الدفع نحو حلول سياسية وأمنية تضمن استعادة لبنان لاستقراره وتحقيق تطلعات شعبه نحو مستقبل أكثر استقرارًا وتنمية.
أكد رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، أن التطبيع مع إسرائيل مرفوض تمامًا من قبل جميع اللبنانيين، مشددًا على أن لبنان لن يقبل بأي مسار سياسي يتجه نحو هذا الخيار.
وأضاف سلام أن هناك مساحات دبلوماسية لم تُستنفد بعد، موضحًا أن الضغط الدولي والعربي لا يزال ممكنًا لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية.
دعوات لممارسة الضغط على إسرائيل
من جهته، طالب الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الأربعاء، الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل بممارسة ضغوط جدية على تل أبيب لضمان التزامها بالاتفاق، مشيرًا إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي يهدد مصداقية تلك الدول.
وفي اجتماع مع المبعوث الرئاسي الفرنسي، جان إيف لو دريان، شدد عون على أن الإصلاحات تمثل أولوية مطلقة، إلى جانب إعادة إعمار المناطق المتضررة من القصف الإسرائيلي، مؤكدًا أن العمل مستمر لاستعادة الثقة الداخلية في لبنان وتحقيق الاستقرار المطلوب.
السياق العام للأزمة
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية للبنان، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية ضد مواقع تقول إنها تابعة لحزب الله، في حين يطالب لبنان بتحرك دبلوماسي حاسم لوقف التصعيد والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
