إسرائيل توسع جبهات المواجهة.. تصعيد ضد أذرع إيران في اليمن والعراق
تواصل إسرائيل تنفيذ هجمات عسكرية متعددة الجبهات منذ أكثر من عام، مستهدفة بشكل رئيسي أذرع إيران في المنطقة. وقد نجحت إسرائيل في تحييد بعض هذه الأذرع، بما في ذلك ميليشيا حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة. مع تقدم العمليات، بدأ الجيش الإسرائيلي في توسيع نطاق تحركاته ضد الحوثيين في اليمن، في وقت تشير فيه التقديرات إلى إمكانية توسيع الهجمات لتشمل العراق أيضًا، وهو ما يطرح تساؤلات حول استراتيجيات إسرائيل المستقبلية في مواجهة هذه الجماعات البعيدة.
تقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أشار إلى أن الحوثيين في اليمن أصبحوا أحد الأذرع الإيرانية القليلة التي لم تتضرر بشكل كبير نتيجة الهجمات الإسرائيلية، وهو ما يضعهم في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي. وقد زادت الجماعة من هجماتها العسكرية ضد إسرائيل في الآونة الأخيرة، وهو ما دفع إسرائيل إلى الرد باستخدام طائرات مقاتلة وطائرات تزود بالوقود، ما ألحق أضرارًا كبيرة بالحوثيين.
وفي إطار استراتيجيتها العسكرية، أعلنت إسرائيل عن وجود تنسيق عالٍ مع الولايات المتحدة لضرب الحوثيين وأذرع إيران في المنطقة، ما يعكس استعدادها لتصعيد عملياتها ضد هذه الجماعات. وتعتبر الفترة الحالية وقتًا حساسًا، حيث تركز إسرائيل على تحقيق أهدافها غير المعلنة المتعلقة بالقضاء على حلفاء إيران في المنطقة، خاصة في اليمن والعراق.
خيارات إسرائيل لمواجهة أذرع إيران البعيدة
يُعَتَبر التعامل مع أذرع إيران في العراق واليمن أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل لتحقيق أهدافها الإقليمية، وتملك إسرائيل عدة خيارات للتعامل مع هذه التهديدات:
العمليات العسكرية المتواصلة: تتمثل هذه الاستراتيجية في تكثيف الضربات العسكرية ضد الحوثيين والجماعات المسلحة في العراق، وهو خيار بدأ بالفعل تنفيذه. إلا أن الخبير في الشؤون الإقليمية، رفيق أبو هاني، يرى أن هذا الخيار قد لا يكون كافيًا لتحقيق الأهداف الإسرائيلية نظرًا لصعوبة الوصول إلى مناطق بعيدة عن حدود إسرائيل.
تشكيل تحالف عسكري إقليمي ودولي: يُعتبر هذا الخيار الأنسب في الظروف الحالية، حيث يتيح لإسرائيل العمل بتنسيق مع حلفائها لضرب الجماعات المسلحة في العراق واليمن بشكل أكثر فعالية. التوسع في هذا الخيار قد يُسهم في تسهيل العمليات العسكرية وتقليص المسافة الجغرافية بين الجيش الإسرائيلي والأهداف.
الضربات المباشرة ضد إيران: الخيار الثالث الذي قد تلجأ إليه إسرائيل هو توجيه ضربات مباشرة إلى إيران نفسها، خاصة إلى خطوط إمدادها العسكرية والمالية للجماعات المسلحة. هذا الخيار يهدف إلى إضعاف قدرة إيران على دعم هذه الجماعات، لكنه يتطلب توافقًا مع التحالف الإقليمي والدولي.
المرحلة المقبلة في التصعيد العسكري الإسرائيلي
بحسب الخبير حاتم أبو زايدة، فإن إسرائيل ستسعى إلى توسيع نطاق ضرباتها لتشمل العراق واليمن، في خطوة تهدف إلى تغيير معادلات القوة في المنطقة. مع وجود التنسيق الأمريكي، يُتوقع أن تحظى إسرائيل "بضوء أخضر" من واشنطن لاستمرار تصعيد العمليات العسكرية ضد حلفاء إيران في هذه البلدان.
بالتزامن مع هذه الاستراتيجيات العسكرية، تترقب إسرائيل أن يتم التوصل إلى تهدئة في غزة، وهو ما سيفتح لها المجال للتركيز على مواجهة الأذرع الإيرانية بعيدًا عن ضغوط الحرب في القطاع.