اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
حماس تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للعودة إلى اتفاق وقف النار مصر تحقق انجازا تاريخيا بالفوز بكأس العالم لسلاح السيف ترامب: لا أمزح بشأن سعيي لفترة رئاسية ثالثة ..نكشف الثغرة ! رئيس وزراء غرينلاند: أمريكا لن تحصل على الجزيرة .. وترامب يلوح بالتدخل العسكري نتنياهو : على لبنان تؤكد عدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل ..وحزب الله يهدد إعلان تشكيل حكومة جديدة في سوريا يلقى ترحيبا عربيا كبيرا البنتاجون يعيد رسم خرائط الردع.. تحديث عسكري في اليابان لمواجهة الصين إمام أوغلو من السجن.. اعتقالي معركة سياسية وليس قضية شخصية السيسي يؤكد دعمه لفلسطين خلال اتصال مع أبو مازن: ندعو الله أن يمنح الشعب الفلسطيني الأمن والاستقرار زيارة نتنياهو إلى المجر.. تحدٍ للقضاء الدولي أم تعزيز للتحالفات؟ غزة على شفا مجاعة.. حصار إسرائيلي خانق.. ارتفاع جنوني للأسعار وتحذيرات أممية من نفاد الغذاء 20 شهيدا فلسطينيا في أول يوم العيد بغزة

البرد القاتل.. معاناة الفلسطينيين النازحين في فصل الشتاء

غزة
غزة

أصبح البرد هذا العام أداة جديدة تساهم في قتل الفلسطينيين النازحين من منازلهم جراء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عام، خاصة مع دخول فصل الشتاء واشتداد الأجواء الباردة. هذه الظروف المناخية القاسية تأتي في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها النازحون في القطاع، الذين يعانون من نقص شديد في المواد الأساسية، بما في ذلك التدفئة والمأوى الملائم.

أسفرت الحرب عن نزوح أكثر من مليوني فلسطيني من سكان غزة، الذين لجأوا إلى المدارس والخيام المصنوعة من النايلون والأقمشة القديمة والشوادر التي تدخل إلى القطاع في شكل مساعدات إنسانية. وأغلب هؤلاء النازحين يقيمون في منطقة "المواصي" القريبة من البحر، التي تعتبر من أكثر المناطق عرضة للبرودة الشديدة والأمواج الباردة التي تضاعف معاناتهم في الشتاء.

الموت بسبب البرد: وفاة خمسة أطفال

في الأيام الأخيرة، أفادت المصادر الطبية في غزة بأن خمسة أطفال قد توفوا نتيجة مضاعفات البرد الشديد الذي يعانون منه في خيامهم. تشهد هذه الخيام ظروفًا قاسية، خاصة خلال ساعات الليل، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير. يعاني النازحون من نقص في الأغطية ووسائل التدفئة، مما يجعل البرد القارس يشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم، وخاصة الأطفال وكبار السن.

مأساة الطفلة سيلا: ضحية البرد القارس

واحدة من أكثر القصص المؤلمة في هذا السياق هي قصة الطفلة سيلا، التي لم تكن تتجاوز الأسبوعين من عمرها. فقد تحدث والدها محمود الفصيح عن مأساة ابنته التي توفيت إثر التجمّد بسبب البرد القاسي في خيمة النزوح. قال الفصيح: "فوجئنا في منتصف الليل بأن لون الطفلة أصبح أزرق، وجسدها أصبح كأنه قطعة من الثلج، وكان هناك نزيف من أنفها وفمها". وأضاف أن طفلته كانت بصحة جيدة عند ولادتها، وأن ظروف النزوح والبرد القارس هي ما تسببت في وفاتها.

وأشار الفصيح إلى أن خيمته لا تحتوي على الحد الأدنى من وسائل التدفئة، مثل الأغطية والحرامات أو مواقد النار. وذكر أنه لا يمكن إشعال النار في الخيمة خوفًا من نشوب حريق، حيث إن الخيمة مصنوعة من النايلون والأقمشة التي قابلة للاشتعال بسرعة، مما يزيد من المخاوف على حياة النازحين.

تحذيرات طبية: الأوضاع الصحية في خطر

من جانب آخر، حذر غسان وهبة، مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة، من تفاقم الأوضاع الصحية للنازحين مع دخول فصل الشتاء. وقال إن الظروف الإنسانية والصحية في مراكز الإيواء تزداد سوءًا بسبب البرد القارس، حيث تنتشر الأمراض التنفسية والصدرية بشكل أكبر من المتوقع. وأضاف أن الأجواء الباردة، بالإضافة إلى انتشار الفيروسات، تؤثر بشكل خاص على الأطفال الذين يعانون من ضعف في المناعة، مما يزيد من خطر إصابتهم بالأمراض الخطيرة.

وأوضح وهبة أن حوالي ثلثي النازحين يعانون من الأمراض التنفسية والصدرية، وأن الأوضاع الصحية في مراكز الإيواء أصبحت غير قابلة للتحمل. وطالب بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، بما في ذلك الأغطية، والطعوم الطبية، والفيتامينات اللازمة للأطفال، وذلك لتجنب كارثة صحية قد تتسبب في وفاة المزيد من الأشخاص، خاصة الأطفال الذين يعانون من ضعف في المناعة.

الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية

في ظل هذه الظروف القاسية، لا تزال الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي. الأوضاع في مراكز الإيواء وخيام النازحين أصبحت غير قابلة للتحمل، والبرد القارس يهدد حياة المدنيين بشكل يومي. هناك حاجة ملحة لتوفير المساعدات اللازمة، بما في ذلك الأغطية، والوسائل اللازمة للتدفئة، والمساعدات الطبية، لتخفيف المعاناة في هذه الظروف المأساوية.

مع استمرار الحروب والظروف القاسية في غزة، فإن حياة النازحين الفلسطينيين تبقى مهددة، والضغط على المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي أكبر من أي وقت مضى.