العالم بين التوتر والدعوات للسلام.. خريطة مواقف الدول تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

مع استعداد الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتولي زمام السياسة الخارجية الأمريكية في يناير 2025، سلطت مجلة نيوزويك الضوء على مواقف مختلف الدول تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يعد أحد أبرز القضايا التي تواجه المجتمع الدولي في الوقت الراهن.

ترامب والغضب من غزة

من المتوقع أن يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض حاملاً معه حكومة جديدة ونهجاً مغايراً في التعامل مع السياسة الخارجية الأمريكية. وقد أعلن ترامب بوضوح عن طريقة تعامله مع قضايا الشرق الأوسط، محذراً من أن "الجحيم سيقع ثمنه" إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين من غزة، في إشارة إلى موقفه الصارم حيال الوضع في القطاع.

الولايات المتحدة وإسرائيل

رغم المواقف الثابتة والداعمة لإسرائيل من الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب مثل المملكة المتحدة، تبقى الآراء العالمية منقسمة بشكل حاد بشأن الصراع في غزة، الذي تصاعد عقب العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023. وبينما تتبنى دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند سياسة دعم إسرائيل، فقد بدأ البعض من هذه الدول، مثل كندا وهولندا، في تخفيض مساعداتها لإسرائيل في 2024 وسط استمرار العنف في غزة.

دعم لحل الدولتين في العالم

رصدت نيوزويك دعم العديد من الدول لحل الدولتين كحل مستدام، إذ أيدت دول مثل البرازيل والصين هذا الحل، الذي يسمح لإسرائيل بالحفاظ على حدودها مع توفير حقوق الفلسطينيين في دولة مستقلة. وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الدول تبنت خطاباً صارماً تجاه إسرائيل في ظل تصاعد الأعمال العسكرية ضد الفلسطينيين، حيث دعت إلى إنهاء الاحتلال والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ردود فعل دول الشرق الأوسط

فيما يخص مواقف دول الشرق الأوسط، فإن العديد من الدول المجاورة لإسرائيل لا تعترف بها كدولة، وترفض أي تطبيع للعلاقات معها حتى يتم تأسيس دولة فلسطينية. وقد انتقدت دول مثل سوريا واليمن وبشدة الهجمات الإسرائيلية على غزة، حيث بلغ التوتر حدًا دفع الحوثيين في اليمن إلى مهاجمة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. في حين، عبرت دول شمال أفريقيا مثل مصر والمغرب والجزائر وليبيا عن دعمها للفلسطينيين، مُنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة.

الدعم الدولي لفلسطين

على الصعيد العالمي، استمرت العديد من الدول في دعم فلسطين، حيث أظهرت دول مثل أيرلندا وبلجيكا والنرويج دعمًا لحل الدولتين مع التعبير عن القلق إزاء استمرار الأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة. بينما تبقى البرازيل والصين، من بين الدول الكبرى التي تؤكد على ضرورة إيجاد حل سياسي يحترم حقوق الفلسطينيين ويضمن أمن إسرائيل في الوقت نفسه.

الحرب في غزة وأعداد الضحايا

تصاعدت وتيرة الصراع بعد العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، حيث تجاوزت حصيلة الشهداء في غزة 44 ألف شخص، وفقًا للسلطات المحلية، مع تسجيل أكثر من 100 ألف مصاب. وأشارت التقارير إلى أن أكثر من نصف الشهداء كانوا من النساء والأطفال، مما يزيد من تعقيد الموقف الدولي والمطالب بوقف العمليات العسكرية والبحث عن حلول سلمية.

إن موقف المجتمع الدولي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يبدو منقسمًا، حيث تدعم بعض الدول الحلول السلمية وتدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، في حين تستمر أخرى في تقديم الدعم لإسرائيل. ومع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة زمام الأمور، تبقى مواقف الدول وتأثيراتها على مستقبل المنطقة محل ترقب دولي، في وقت تتزايد فيه معاناة الشعب الفلسطيني.