الجولان على صفيح ساخن.. إسرائيل تعزز دفاعاتها مع تصاعد الأحداث في دمشق
أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، أنه نشر قوات في المنطقة العازلة الخاضعة لمراقبة الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان، وذلك في إطار تعزيز الدفاع عن المناطق الإسرائيلية. وأوضح الجيش في بيان رسمي أن القوات تم نشرها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح، وفي عدد من المواقع الأخرى التي تعتبر ضرورية لضمان سلامة مجتمعات مرتفعات الجولان والمواطنين الإسرائيليين.
وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي "لا يتدخل في الأحداث الداخلية في سوريا"، مشيرًا إلى أنه يقتصر وجود القوات على مهمة الدفاع عن أراضي إسرائيل وحمايتها في المنطقة الحدودية.
وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد أفادت في وقت سابق بأن القوات الإسرائيلية قد عبرت إلى داخل الأراضي السورية في خطوة وصفت بأنها لتعزيز مواقعها العسكرية، وذلك عقب "سقوط" حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وبحسب هذه التقارير، عبرت دبابات إسرائيلية الحدود إلى سوريا من منطقة مرتفعات الجولان، حيث أفادوا بأن الجيش الإسرائيلي قد توغل في المنطقة العازلة التي تفصل بين سوريا وإسرائيل بالقرب من القنيطرة، وأطلق قصفًا مدفعيًا على بعض المواقع.
في الوقت ذاته، بثت المعارضة السورية المسلحة صباح اليوم بيانًا على التلفزيون السوري الرسمي، أكدت فيه "إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد". وقال المتحدث باسم المعارضة إن مدينة دمشق قد تم تحريرها، مشيرًا إلى أن النظام السوري قد سقط بالفعل، وأعلن عن "إطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون"، واصفًا إياهم بـ "المظلومين". وأضاف المتحدث أن المعارضة المسلحة توجهت بنداء للمسلحين والأهالي في دمشق بضرورة "عدم الاقتراب من المؤسسات العامة للدولة"، ودعتهم إلى الحفاظ عليها وعدم تعريضها لأي أضرار.
في خطوة إضافية، خرج رئيس الحكومة السورية محمد غازي الجلالي عبر مقطع فيديو نشره على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك"، ليعلن أنه مستعد لدعم استمرار تصريف شؤون الدولة بعد "فرار" الرئيس بشار الأسد من دمشق. وقال الجلالي في الفيديو إنه "سيظل في منزله"، مضيفًا أنه مستعد للتعاون مع أي قيادة قد يختارها الشعب السوري. كما أكد أنه سيكون في "مجلس الوزراء صباح الأحد" استعدادًا لأي إجراءات لتسليم الأمور للحكومة الجديدة. وأوضح أنه على استعداد لتسليم كل شيء وفقًا للقرار الذي سيختاره الشعب السوري.
وبعد ذلك، أصدرت المعارضة المسلحة بيانًا عبر حساباتها في "تليغرام"، أعلنت فيه "إسقاط" نظام بشار الأسد ودعت عناصرها إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة في دمشق، موضحة أنه قد تم تسليم إدارة هذه المؤسسات إلى رئيس الحكومة السورية (السابق) محمد غازي الجلالي، الذي يواصل مهامه.
وفي وقت لاحق من صباح اليوم، وجّه قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني رسالة عبر تطبيق "تليغرام"، دعا فيها القوات العسكرية في مدينة دمشق إلى "منعًا باتًا" الاقتراب من المؤسسات العامة في المدينة. وأضاف الجولاني أنه سيتم الإبقاء على هذه المؤسسات تحت إشراف رئيس الحكومة السابق محمد غازي الجلالي إلى حين تسليمها رسميًا، كما دعا إلى عدم إطلاق الرصاص في الهواء حفاظًا على سلامة الوضع العام.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس للغاية، حيث يتميز الوضع السياسي والعسكري في سوريا بالغموض والتغيرات السريعة. في ظل دخول المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق، لا تزال التساؤلات حول مصير النظام السوري وأوضاع البلاد السياسية مستمرة.