الحقوق المفقودة.. فلسطين تحت الاحتلال وذكريات 76 عامًا من الانتهاكات
منذ السابع من أكتوبر 2003، وما قبله وبعده، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، تشمل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، إضافة إلى الانتهاكات الجسيمة في الضفة الغربية بما فيها القدس. هذه الجرائم تتفاقم بشكل مستمر، ما يعكس الإهدار الكامل لحقوق الإنسان الفلسطيني، وتحديًا سافرًا للقوانين الدولية.
ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مواجهة الانتهاكات
في العاشر من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم بذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948. هذا اليوم يرمز إلى القيم الإنسانية السامية التي تدعو إلى احترام حقوق الإنسان والمساواة. لكن للأسف، يأتي هذا اليوم هذا العام في وقت تزداد فيه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، التي جعلت حقوق الفلسطينيين لا تساوي شيئًا على الأرض. فبعد مرور 76 عامًا من النكبة، لا يزال الفلسطينيون يعانون من نقص حاد في حقوقهم الأساسية، التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاك الحقوق الفلسطينية
منذ أن أكمل الاحتلال الإسرائيلي سيطرته على فلسطين التاريخية في عام 1967، لم يتوقف عن انتهاك حقوق الفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي المحتلة. هذا الواقع يتجلى في صور متعددة من الاضطهاد والممارسات الوحشية ضد المواطنين الفلسطينيين، من القتل والاعتقال والتعذيب إلى الهدم والاستيلاء على الممتلكات.
يواجه الفلسطينيون يوميًا انتهاكات متواصلة، حيث يسجل التاريخ الفلسطيني يوميًا جرائم جديدة بحقهم. ومن بين هذه الانتهاكات، تتجلى سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال، والتي تشمل إقامة أكثر من 800 حاجز عسكري ثابت في الضفة الغربية، بالإضافة إلى نحو 150 بوابة حديدية عسكرية تغلق تجمعات سكنية وتحاصر السكان. هذه الحواجز تحرم الفلسطينيين من حقهم في التنقل بحرية، وتضاعف معاناتهم اليومية، خصوصًا في ظل الحرب على قطاع غزة، حيث تحولت الحواجز إلى أدوات للقمع والتنكيل بالمدنيين.
الاعتقالات والتعذيب: انتهاك الحق في الحرية
أحد الحقوق الأساسية التي ينتهكها الاحتلال بشكل متكرر هو الحق في الحرية. فبعد السابع من أكتوبر 2023، تصاعدت الاعتقالات بشكل غير مسبوق في الضفة الغربية، حيث تم اعتقال أكثر من 12 ألف فلسطيني، شملت جميع فئات المجتمع من رجال ونساء وأطفال، بالإضافة إلى اعتقال عشرات من العمال الفلسطينيين. كما استمر الاحتلال في تنفيذ سياسة الإخفاء القسري بحق آلاف المعتقلين، حيث يُحرم هؤلاء من حقهم في معرفة مصيرهم، ولا يتمكن ذووهم من التعرف على هوياتهم أو أماكن احتجازهم.
إن الواقع الفلسطيني اليوم يظل مليئًا بالمعاناة نتيجة الانتهاكات المستمرة للاحتلال الإسرائيلي. على الرغم من مرور أكثر من سبعة عقود على النكبة، فإن الفلسطينيين ما زالوا في صراع مرير من أجل حقوقهم الأساسية في الحياة والحرية والكرامة. في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بالذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يبقى الشعب الفلسطيني في دائرة معاناة مستمرة، لا يزال يسعى للحرية والاستقلال.