استشهاد 13 فلسطينيًا في موجة جديدة من الغارات الإسرائيلية

شهد قطاع غزة، فجر الثلاثاء، موجة جديدة من الغارات الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصًا في مناطق متفرقة من القطاع، وفقًا لوسائل إعلام فلسطينية.
كما ذكرت وكالة "شهاب" أن ستة أفراد من أسرة واحدة، بينهم ثلاثة أطفال، لقوا مصرعهم إثر قصف استهدف خيمتهم في مدينة حمد بخان يونس جنوب القطاع. وفي هجوم آخر، استهدفت غارة إسرائيلية منزلًا في مخيم البريج بوسط غزة، مما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى. كما أسفر قصف مماثل على منزل في بيت لاهيا شمال القطاع عن مقتل ثلاثة أشخاص آخرين، فيما لقي طفل مصرعه في منطقة قيزان النجار بخان يونس.
في ظل استمرار العمليات العسكرية، أكدت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الإغاثية أنها تواجه تحديات متزايدة في تقديم المساعدات داخل القطاع، بسبب القصف المكثف وأوامر الإخلاء. وأشارت في بيان على منصة "إكس" إلى أن القتال المتصاعد يجعل من الصعب تحديد مناطق آمنة للعمل الإنساني.
ورغم هذه التحديات، تواصل المنظمة تقديم أكثر من 300 ألف وجبة يوميًا عبر شبكتها من المطابخ والمطاعم، مؤكدة التزامها بدعم الأسر الفلسطينية على الرغم من تراجع إمكانية وصول المساعدات الإنسانية.
الغارات الإسرائيلية تستهدف قواعد عسكرية وسط سوريا
في سياق أخر شهدت الساحة السورية تصعيدًا جديدًا، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت قاعدتين عسكريتين في وسط سوريا، إحداهما بالقرب من تدمر، وذلك بعد أيام قليلة من قصف مواقع مماثلة في نفس المنطقة.
وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي على تطبيق "تيليغرام"، فقد استهدفت الغارات "قدرات عسكرية متبقية" في قاعدتي تدمر والتيفور، التي تُعرف أيضًا باسم "قاعدة التياس الجوية العسكرية" (T4). وتُعد هذه القاعدة من أهم المطارات العسكرية في سوريا، وتقع على بعد 50 كيلومترًا غرب تدمر، حيث تضم قوات سورية إلى جانب فصائل مدعومة من إيران.
لم تكن هذه الضربات الأولى من نوعها، إذ سبقتها غارات جوية إسرائيلية ليلة الجمعة الماضية استهدفت مطار تدمر العسكري، حيث أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن أربع غارات على الأقل استهدفت المطار الذي يُعتقد أنه يضم قوات عسكرية تابعة لحلفاء الحكومة السورية.
سياق الضربات الإسرائيلية وتداعياتها
تأتي هذه الهجمات وسط تصاعد التوترات الإقليمية، إذ كثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة من غاراتها الجوية داخل سوريا، مستهدفة منشآت عسكرية مرتبطة بإيران وفصائلها المسلحة. وتعتبر تل أبيب أن هذه الضربات ضرورية لمنع تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا ومنع وصول الأسلحة إلى "حزب الله" في لبنان.
سياق التصعيد وأهداف تل أبيب
لم تكن هذه الضربات مفاجئة، إذ تكررت الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، حيث استهدفت منشآت عسكرية في تدمر وحمص ودرعا، وهي مناطق يُعتقد أنها تضم قوات إيرانية أو فصائل مدعومة من طهران. وتبرّر إسرائيل هذه الضربات بسعيها لوقف نقل الأسلحة إلى "حزب الله" اللبناني، ومنع تعزيز الوجود الإيراني بالقرب من حدودها.
رغم أن النظام السوري اعتاد الرد بشكل محدود على هذه الضربات، إلا أن استمرار الهجمات الإسرائيلية قد يؤدي إلى رد فعل عسكري غير متوقع، سواء من دمشق أو من طهران. ويأتي هذا التصعيد في ظل غياب جهود دبلوماسية فعالة لنزع فتيل الأزمة، مما يترك الباب مفتوحًا أمام مواجهة أوسع قد تمتد إلى ساحات أخرى في المنطقة.
يثير استمرار الغارات الإسرائيلية تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في سوريا، خاصة أن هذه الضربات قد تدفع الأطراف الفاعلة في النزاع إلى ردود فعل عسكرية غير متوقعة. كما أن استمرار الغارات يعكس تصاعد المواجهة غير المعلنة بين إسرائيل وإيران داخل الأراضي السورية، في ظل غياب أي جهود سياسية واضحة لنزع فتيل الأزمة.