معركة الأصوات في انتخابات أمريكا.. هاريس وترامب في سباق الأمل والخوف
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر، تشتعل المنافسة بين نائب الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب. وتظهر استطلاعات الرأي الحالية وضعًا متقاربًا بين المرشحين، مما يزيد من حدة التوترات الانتخابية ويعكس حالة من عدم اليقين في الأجواء السياسية.
خلفية الانتخابات
بدأت الحملة الانتخابية كجولة إعادة لانتخابات 2020، إلا أن الأمور انقلبت في يوليو عندما أعلن الرئيس بايدن انسحابه من السباق ودعم هاريس كمرشح ديمقراطي. منذ ذلك الحين، تمكنت هاريس من تحقيق تقدم طفيف في استطلاعات الرأي، متقدمة على ترامب، ما أضاف مزيدًا من التعقيد إلى السباق.
التوترات الانتخابية
تتسم الأيام الأخيرة بتصاعد الاتهامات المتبادلة بين المرشحين. في ظهور لها على البودكاست الشهير "Call Her Daddy"، دافعت هاريس عن حقوق النساء ونددت بالعنف ضدهن، مشيرة إلى "أكاذيب" ترامب بشأن موقفه من الإجهاض. ورد ترامب من خلال تجمعاته، متهمًا هاريس بأنها غير كفؤة ومنددًا بسياساتها.
استطلاعات الرأي
وفقًا لاستطلاعات الرأي، تتقدم هاريس على ترامب بنسبة 49.3% مقابل 46.2%، ما يشير إلى سباق متقارب. يُعتبر هذا التقدم طفيفًا، إذ لا يزال في إطار هامش الخطأ. الولايات السبع المتأرجحة تُعد حاسمة، خاصةً ولاية بنسلفانيا التي تضم أكبر عدد من الأصوات الانتخابية، وتُعتبر مفتاحًا للوصول إلى الـ270 صوتًا المطلوبة للفوز.
التحديات المقبلة
تشكل الانتخابات القادمة اختبارًا حقيقيًا للمرشحين، حيث تواجه الحملة عدة قضايا حساسة مثل حقوق الإجهاض، الاقتصاد، والسياسة الخارجية، التي قد تلعب دورًا حاسمًا في قرارات الناخبين. من المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة مزيدًا من المناقشات والظهور الإعلامي، مما قد يؤثر بشكل كبير على مجريات الحملة الانتخابية ويحدد مصيرها.
تسعى هاريس إلى تعزيز موقفها في الولايات المتأرجحة بينما يواصل ترامب حملته للهجوم على سياساتها، مما يضع الناخبين أمام خيارات معقدة في هذا السباق المحتدم.
" أكتوبر.. أصداء الهجوم الإسرائيلي تغيّر مجرى السياسة الأمريكية
في السابع من أكتوبر 2023، تركت أحداث الهجوم الذي شنته حماس بصمات واضحة على الساحة السياسية الأمريكية، سواء على الصعيدين الداخلي أو الخارجي. فقد تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالوقوف إلى جانب إسرائيل، مؤكدًا التزام بلاده القوي بأمن حليفها.
خلال عام من الحرب المستمرة، برز الدور الوجودي للولايات المتحدة في دعم بقاء إسرائيل، ولكن هذا الالتزام جاء مع ضغوط كبيرة على التحالف الأمريكي الإسرائيلي وكشف عن انقسامات عميقة في المشهد السياسي الأمريكي، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، كما أفادت شبكة "سي إن إن".
الهجمات التي شنتها حماس لم تغيّر فقط التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط، بل أطلقت أيضًا موجة من الاضطرابات السياسية على بُعد آلاف الأميال. عسكريًا، نفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها عمليات غير مسبوقة مرتين لحماية إسرائيل من هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة التي تم إطلاقها من إيران، بالإضافة إلى القصف المتكرر للحوثيين في اليمن الذين استهدفوا الشحن الدولي في البحر الأحمر.
ومع تزايد المخاوف في واشنطن من احتمال اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، تم التأكيد بشكل مأساوي على ضعف الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، كما تجلى في حادثة يناير الماضي، عندما قُتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم على قاعدة في الأردن.
في الداخل الأمريكي، تصاعدت تداعيات أحداث 7 أكتوبر بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، حيث أدت الاحتجاجات في الجامعات إلى إبراز الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي، الذي شهد اضطرابات سياسية غير مسبوقة بعد انسحاب جو بايدن من السباق ودعمه لترشح نائبته كامالا هاريس. هذه الديناميكيات تعكس تحديات غير مسبوقة تواجهها الولايات المتحدة في الداخل والخارج، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل السياسة الأمريكية في ظل هذا التغير الكبير.