صراع في الأفق.. نتنياهو يتأرجح بين الضغوط الأمريكية وتصعيد التوتر مع لبنان
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن فرقًا إسرائيلية اجتمعت لمناقشة مقترحات أميركية تهدف إلى التوصل لوقف إطلاق النار مع لبنان لمدة ثلاثة أسابيع، مشيرًا إلى أن المناقشات ستستمر في الأيام المقبلة. وأعرب نتنياهو عن تقديره للجهود الأميركية، حيث حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الحكومة الإسرائيلية على عدم التصعيد.
وفي بيان له، ذكر نتنياهو: "اجتمعت فرقنا الخميس لمناقشة المبادرة الأميركية وكيف يمكننا المضي قدمًا في الهدف المشترك المتمثل في إعادة السكان بأمان إلى ديارهم. سنواصل هذه المناقشات في الأيام المقبلة."
تأتي تصريحات نتنياهو بعد إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي عبر عن رفضه لوقف إطلاق النار في الشمال. تتعرض مناطق جنوب لبنان لقصف إسرائيلي هو الأعنف منذ عقود، حيث تنفذ المقاتلات الحربية هجمات على أهداف تابعة لجماعة حزب الله.
نتنياهو يأمر القوات الإسرائيلية بمواصلة القتال
في بيان آخر، أوضح مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو أمر القوات الإسرائيلية بمواصلة القتال بكامل قوتها، دون الإشارة إلى تصريحات كاتس أو أي سياسيين آخرين الذين عارضوا مقترح الهدنة. وقد ذكر البيان أن "إسرائيل تقدر الجهود الأميركية في هذا الصدد، حيث إن دور الولايات المتحدة لا غنى عنه في دفع الاستقرار والأمن في المنطقة".
منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، تشهد الحدود تبادلًا يوميًا لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية وحزب الله. أدى ذلك إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود، مع تحول العديد من المناطق إلى مناطق مهجورة.
شهد الأسبوع الماضي غارات إسرائيلية استهدفت مئات الأهداف في جنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص. في المقابل، أطلق حزب الله مئات الصواريخ نحو إسرائيل، مع استهداف بعض الهجمات تل أبيب. وقد تمكنت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية من اعتراض العديد من هذه الصواريخ، مما أدى إلى تقليل الأضرار الناجمة.
في سياق متصل، أبلغ بلينكن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أن المزيد من التصعيد للصراع في لبنان سيزيد من صعوبة عودة المدنيين إلى ديارهم. وأكد بلينكن على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار يمتد لثلاثة أسابيع على الحدود بين إسرائيل ولبنان، محذرًا من أن التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع.
وفي تعليق له، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه في حال رفض نتنياهو وقف إطلاق النار مع حزب الله، فإنه سيتحمل "مسؤولية" التصعيد الإقليمي وزيادة الضحايا المدنيين. وأكد ماكرون أن الاقتراح المقدم يعد "متينًا" وأُعد بالتنسيق مع نتنياهو والولايات المتحدة.
وأضاف ماكرون أنه إذا استمرت ردود الفعل الأولية لإسرائيل على الاقتراح في التأرجح، فقد يكون هناك داعٍ لطلب انعقاد مجلس الأمن الدولي لبحث هذه القضية وزيادة الضغط على الأطراف المعنية.