نتنياهو تحت النار.. انتقادات متزايدة في زمن التصعيد اللبناني
يواجه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، انتقادات متزايدة في ظل الهجمات الواسعة التي يشنها جيش الاحتلال على جنوب لبنان وسهل البقاع. ورغم التصعيد الكبير ضد حزب الله، كانت هناك خطط لنتنياهو للتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بعد هذه الهجمات.
انتقد مسؤول كبير في الحكومة قرار نتنياهو الذهاب إلى نيويورك والمشاركة شخصيًا في الجمعية العامة، مع استمرار التوترات والقتال مع حزب الله. واعتبرت تلك الخطوة "متهورة وغير مسؤولة"، مما دفع مكتب نتنياهو إلى تأجيل موعد مغادرته حتى غدٍ الخميس.
وحيرت تلك الخطوة بعض المسؤولين، حيث كان من الممكن أن يفوض نتنياهو مهمة إلقاء الخطاب إلى مسؤول آخر رفيع المستوى، مثل وزير الخارجية، بدلاً من المخاطرة بالتواجد في حدث دولي في ظل الظروف الحالية.
حسب الخطط، سيتوجه الوفد الإسرائيلي برئاسة نتنياهو الليلة، حيث من المقرر أن يلقي خطابه أمام الجمعية العامة يوم الخميس، على أن يعود مساء السبت. خلال إقامته في الولايات المتحدة، سيتشاور رئيس الوزراء مع المؤسسة الأمنية بشأن استمرار الهجمات الإسرائيلية على لبنان.
وفي سياق التصعيد، تبادل حزب الله وجيش الاحتلال القصف، حيث أعلنت إسرائيل إحباط هجوم صاروخي من حزب الله استهدف جهاز المخابرات "الموساد" بالقرب من تل أبيب. وكان هذا أول صاروخ يصل إلى وسط إسرائيل، بعد أن أعلن حزب الله في أغسطس الماضي عن استهداف قاعدة للمخابرات السرية.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إنه على الرغم من إنجازات إسرائيل، لا يزال حزب الله يمتلك قدرات متقدمة، مشيرًا إلى أن التركيز سيكون على القدرات الاستراتيجية التي تشكل خطرًا أكبر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، أُطلقت حوالي 300 صاروخ على شمال إسرائيل خلال اليوم، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في مناطق مثل حيفا وصفد. وأشار البيان إلى أن حزب الله أطلق أكثر من 8800 صاروخ وطائرة دون طيار على الأراضي الإسرائيلية في أقل من عام.
الكهف الإلكتروني.. كيف تعيد إسرائيل العالم إلى الفوضى عبر الحرب السيبرانية؟
في زمن يتسارع فيه التطور نحو الفانتازيا المستقبلية، يعود الإنسان إلى نوعٍ جديد من الكهوف، وهو الكهف الإلكتروني، حيث يتم التواصل والقيام بالأعمال عبر الأثير.
لم تحقق #إسرائيل أهدافها الاستراتيجية من خلال استهداف أدوات الاتصال اللاسلكية لشبكة "#حزب الله". على الرغم من التصعيد، لم تجبر الحزب على التراجع أو الاستسلام، ولم تُعيد 70 ألف مستوطن إلى مستعمرات الشمال. ومع ذلك، نجحت في استعراض قدراتها التقنية، وكأنها أعادت الحزب إلى الكهف، مما سمح لها بتنفيذ ضربات جوية مكثفة على منصات صواريخه ومخازنها.
بينما تواصل عمليات الاغتيال ضد قيادات الحزب، تكشف هذه الإجراءات عن اختراق استخباراتي وأمني عميق. ورغم التوترات المتصاعدة، تفادت إسرائيل استهداف المواقع الحيوية مثل المطار والميناء، مُظهرةً ضبطًا دقيقًا لقواعد الاشتباك التي تم التوافق عليها مع الغرب، ما يضمن عدم توسع الصراع.
لكن هذا الضبط قد يكون واهنًا، إذ إن أي خطأ سياسي أو عسكري قد يؤدي إلى فوضى تتجاوز سيطرة الحكومات. ومع دخول الحرب السيبرانية إلى ساحة الصراع، تفتح إسرائيل أبواب جحيم آخر للبشرية، محولة أدوات التواصل والإنتاج إلى قنابل موقوتة.
فبعد قرون من تطور الحضارة الإنسانية، يبدو أن المبتكرات الحديثة تُستخدم الآن لتحطيم ما تم تحقيقه، مما يدفعنا للتساؤل: هل تسقط موثوقية أعظم إنجازات البشرية في سبيل الصراع والتدمير؟