اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

مظاهرات أمريكية ضد الدعم العسكري لإسرائيل في حربها بغزة

مظاهرات أمريكية ضد إسرائيل
مظاهرات أمريكية ضد إسرائيل

تظاهر محتجون في عدة مدن أمريكية، ضد الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، وسط مخاوف من اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط. وذكرت صحف بريطانية أن النشطاء المناهضين للحرب دعوا إلى فرض حظر على الأسلحة الموجهة لحليف الولايات المتحدة الأهم.

في مدينة نيويورك، تجمع العشرات في ساحة هيرالد مساء الثلاثاء، حاملين لافتات كتب عليها "ابتعدوا عن لبنان الآن" و"لا للحرب الأمريكية الإسرائيلية على لبنان". وصرّح تحالف "آنسوير" الذي نظم الاحتجاج بأن الهدف هو "وقف الحرب وإنهاء العنصرية".

كما هتف المتظاهرون بشعارات مثل "ارفعوا أيديكم عن الشرق الأوسط" و"فلسطين حرة"، معبرين عن استيائهم من السياسات الأمريكية، وذكروا الرئيس بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في سياق احتجاجهم.

وفي العاصمة واشنطن، شهدت منطقة قريبة من البيت الأبيض احتجاجًا أصغر، حيث تم رفع شعارات مماثلة. وأكدت مجموعة "آنسوير" في بيان لها أن "الهجمات الإسرائيلية في لبنان والحصار المستمر والإبادة الجماعية في غزة أصبحت ممكنة بفضل الدعم الأمريكي الهائل من القنابل والصواريخ والطائرات الحربية".

احتجاجات مماثلة نُظمت أيضًا في مدن أخرى مثل سان فرانسيسكو وسياتل وسان أنطونيو وفينيكس، ما يعكس حالة من الاستياء المتزايد بين الناشطين ضد السياسات الأمريكية في المنطقة.


التصعيد العسكري الإسرائيلي على لبنان.. مواجهة التضليل الإعلامي


تتجلى محاولات الدعاية الإسرائيلية لتبرير تصعيدها العسكري على لبنان، مستفيدةً من وسائل الإعلام الغربية والعربية التي تتبنى رواياتها. كما في الحروب السابقة، تسعى إسرائيل إلى تقديم نفسها كضحية تواجه "خطرًا وجوديًا"، متجاهلةً حقائق الصراع. ولكن ما فشل في غزة لن ينجح في لبنان، حيث تبرز مقاومة المجتمع اللبناني ووعيه العميق لمواجهة حملات التضليل.

تاريخيًا، حاولت إسرائيل توظيف الآلة الإعلامية لتبرير هجماتها على غزة من خلال سردية "الدفاع عن النفس" و"مواجهة الإرهاب"، لكن هذا الخطاب واجه تحديات كبيرة من شعوب العالم، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي التي كشفت الانتهاكات بحق المدنيين. ورغم الحصار الإعلامي على غزة، تمكنت الصور والأصوات من توضيح الحقائق وكشف الوجه القبيح للعدوان.

في لبنان، لا يواجه الإعلام البديل فقط الأساليب الدعائية الإسرائيلية، بل يبرز أيضًا في ساحة مقاومة ثقافية وإعلامية غنية بالتاريخ والنضال ضد الاحتلال. فعند ظهور الأخبار عن الغارات الإسرائيلية، استخدمت وسائل الإعلام الغربية لغة مألوفة تعكس موقفًا مماثلاً لما حدث في غزة، مما أضعف السياق التاريخي والسياسي للأحداث.

وبالإضافة إلى ذلك، استخدمت إسرائيل تقنيات رقمية جديدة لترويج مزاعمها، كما حدث مع تغريدة تروج لوجود صاروخ دقيق مخبأ في منزل لبناني. ورغم حذف التغريدة بعد كشف تضليلها، إلا أنها عكست النهج الإسرائيلي الذي يركز على "الدفاع عن النفس" رغم عدم مصداقية الأدلة.

يتبع التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان استراتيجية قديمة تتمثل في استخدام لغة الدفاع عن النفس لتبرير العمليات العسكرية، والتي غالبًا ما تتجاهل الحقائق على الأرض. فقد ارتفعت أعداد الضحايا المدنيين، مما يعكس الفجوة الكبيرة بين الرواية الإسرائيلية والواقع.

في مواجهة هذه الروايات، أصبحت وسائل الإعلام البديلة ووسائل التواصل الاجتماعي أدوات حيوية لنشر الحقيقة. ومع تزايد الوعي الشعبي، يتم تداول هاشتاغات مثل #لبنان_تحت_القصف، مما يبرز محنة الشعب اللبناني ويعزز التضامن العالمي.

تظهر الأوضاع الحالية أن العدوان الإسرائيلي ليس مجرد صراع عسكري، بل هو أيضًا معركة للسيطرة على الرواية. في عصر المعلومات الرقمية، لا يمكن تجاهل الحقائق أو إخفاؤها لفترة طويلة.