المناظرة الحاسمة.. الصراع بين هاريس وترامب يتجدد تحت الأضواء
تتجه الأنظار نحو مناظرة مرشحي نائب الرئيس التي ستُعقد غدًا، في وقتٍ يبدو فيه السباق نحو البيت الأبيض محمومًا. ومع استمرار التكهنات حول نتائج الانتخابات، تزداد أهمية هذه المناظرة التي ستجمع السيناتور الجمهوري جيه دي فانس مع الحاكم الديمقراطي تيم والز، والتي ستبث مباشرة عبر شبكة "سي بي إس نيوز" في الساعة التاسعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
تأتي هذه المناظرة في ظل رفض دونالد ترامب إجراء مناظرة ثانية مع كامالا هاريس، ما يجعلها فرصة نادرة للمرشحين للتفاعل مع الجمهور في وقت حاسم. وبالنظر إلى التنافس الشديد بين ترامب وهاريس، سيكون لهذا اللقاء تأثير كبير على الحملة الانتخابية قبل أقل من شهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر.
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقارب شديد بين المرشحين في الولايات الحاسمة. فقد أظهر استطلاع من صحيفة نيويورك تايمز/سيينا كوليدج أن هاريس وترامب يتعادلان تقريبًا في ولاية ميشيغان، حيث حصلت هاريس على 48% وترامب على 47%. وفي ولاية ويسكونسن، تتقدم هاريس بفارق طفيف، بينما يتفوق ترامب في ولاية أوهايو.
كذلك، أظهرت استطلاعات أخرى أن السباق متقارب في بنسلفانيا وكارولينا الشمالية، حيث يتعادل المرشحان في بنسلفانيا، بينما يتقدم ترامب بفارق بسيط في كارولينا. ومع ذلك، يبدو أن هاريس تتفوق في سباق جمع التبرعات، حيث تمكنت من جمع 55 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية فقط، مقارنةً بـ 130 مليون دولار لترامب في أغسطس.
تتزايد الأهمية الاستراتيجية لهذه المناظرة، إذ يُعتبر أي تحول طفيف في آراء الناخبين في الولايات المتأرجحة قادرًا على تغيير مسار الانتخابات. فبينما يحتاج أي مرشح إلى 270 صوتًا في المجمع الانتخابي، تشير التوقعات الحالية إلى امتلاك هاريس 225 صوتًا مقابل 219 لترامب.
مع اقترابنا من يوم الانتخابات، يستمر السباق نحو البيت الأبيض في إثارة الجدل، مما يجعل من هذه المناظرة المقبلة اختبارًا حقيقيًا للقدرات السياسية والدعائية لكلا المرشحين.
الاقتصاد والهجرة.. محاور رئيسية في صراع المرشحين للرئاسة الأمريكية 2024
تتصدر قضايا الاقتصاد والهجرة والضرائب الساحة الانتخابية للمرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024. حيث برزت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في خطاب لها أمام نادي اقتصادي في بيتسبرج، بنسلفانيا، وركزت على أهمية الاقتصاد لصالح الطبقة المتوسطة، مشددة على ضرورة أن يدفع الأثرياء حصتهم العادلة. في حديثها مع قناة MSNBC، انتقدت هاريس منافسها الرئيس السابق دونالد ترامب ووصفت دعمه للأثرياء بأنه يتعارض مع مصالح العاملين.
هاريس قدمت رؤيتها الاقتصادية من خلال وثيقة سياسية مكونة من 80 صفحة، تضمنت مقترحات لخفض الضرائب على 100 مليون أمريكي، وتقديم إعفاءات ضريبية للشركات التي تساهم في تعزيز فرص العمل النقابية. كما تطرقت إلى ضرورة بناء اقتصاد يخدم الجميع وليس فقط الأثرياء، مشيرة إلى أن ترامب "صديق المليارديرات" بدلاً من كونه صديقًا للطبقة العاملة.
في الجهة المقابلة، يستمر ترامب في هجومه على الهجرة، مُعبرًا عن عزمه على طرد المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بموجب برامج أقرها الرئيس بايدن. وفي إطار استراتيجياته الاقتصادية، طرح ترامب خطة لجذب الشركات الأجنبية لإنشاء مصانع في الولايات المتحدة، تتضمن حوافز مثل خفض الضرائب على الشركات وتوفير أراضٍ فدرالية. ومع ذلك، أشار بعض المراقبين إلى أن هذه الاقتراحات قد تتعارض مع الحقائق الاقتصادية الحالية.
في النهاية، تسعى هاريس إلى استقطاب الناخبين المعتدلين في الولايات المتأرجحة، بينما يركز ترامب على قضايا الهجرة والضرائب، مما يزيد من حدة التنافس بين الجانبين في السباق الرئاسي.